بقدر ما تحمل الأشهر الثلاثة مارس أبريل مايو أجواء ربيعية حيث يعتدل الجو والمزاج ومعه تعتدل حبوب اللقاح في الأشجار فتشهد انبثاقاً ربيعياً ولعله ما يحدث وما يفترض ان يكون لثورات الربيع في أنها وكما يتضح يقوم بها بشر ربيعيو العمر ومنهم ربيعيو الفكر والتفكير ويحاولون ان يجذبوا إليهم ربيع التنمية ويؤسسوا لربيع السياسة بعد نجاح إسقاط من تسلموا من الحكومات بخريف سياساتهم وهكذا سار العرب الربيعيون في مفترق من نجاح غالب، لإخفاق بعده باعتبار أن هدير الربيعيين قوياً وعاصف بشوارعهم!!.. ولعل ما شهده بعد الربيع رياحاً استوائية جارفة، فرياح المانسون التي تهب جغرافيا من بحر العرب إلى شبه القارة الهندية هي الطبيعية مناخياً وفي السياسة معاكسة الاتجاه من بحر العرب للعالم العربي أشبه ما نراه من رياح يزعم إنها إسلامية وإنما هي لتمرير توجه إسلامي حزبي يحاول حصد ثورات الربيع تاركاً العامة يحصدون الحسرة والندم وكأنهم لم يعتبروا بنهاية، وصل إليه المد القومي المتفلت برداء البزة العسكرية والأمر لا يتعلق بالوضع الحالي بل ومآلات الصبر للشعوب العربية التي قادت لسيناريوهات مؤلمة ونموذج تسلط نظام البعث في حربيها الأولى والثانية في العراق والتدخل الأمريكي هو الآخر نموذج للديمقراطية وعسكرة الدولة وزج بها في حالات الصراع والكر والفر. لعلنا من تكرار لنتائج صورة الحكم الجديد بعد ثورات الربيع العربي في الصعود الإسلامي والنشوة السياسية القوية المشبعة بمرارة الاعتقال والقمع للنظم السابقة ولهذه التيارات التي تقاومها قوى المجتمع المدني بمختلف قواها الثقافية الأدبية والفنية والسياسية وحالة التضاد القوي الذي لعامل العولمة وحرية التعبير ومناخات الربيع العربي من خبرات الاعتصامات والتعبيرات السلمية الوسيلة المشتركة للربيع العربي للجميع؟!! لتبرز حالة التضاد والاحتقان وحتى لا تزداد الحالة للقوى المسيطرة الإسلامية وهي لها من الثقافة في حق الآخر والكياسة في أن تستوعب وتقرأ التاريخ وتدرس ثغرات الأنظمة السابقة وتستفيد منها حتى لا تكرر سلبياتها ولا تقع في مستنقع التوحد مع ذاتها وترفض الواقع السياسي، فالثقافة العامة السائدة اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً وليس بالسهولة والممكن أن تُغير فهو نتاج العملية الثقافية للعامة وليس نتاجاً للأحزاب الحاكمة السابقة ولابد لها من خطاب يحترم هذه المعطيات ولا يزعم بأنه إنما يحاول فرض الدين على المجتمع فالدين كقيمة ثقافية أصيلة في المجتمعات العربية المسلمة بل إن الواقع يعج بالمؤسسات الثقافية الإعلامية والسينمائية والمسرحية والتلفزيونية ولعبت دوراً إيجابياً من خلال إنتاج الثقافة المدنية وكذا الدينية لتقديم التاريخ الإسلامي القديم للمجتمعات المعاصرة تأكيداً للهوية الدينية وتعاطيها المعاصر. كما ينبغي عدم التنكر لقوى ثورات الربيع العربي متعددة الثقافات والمنشأ فعُرى التحالف قريبة التواصل والمصير المشترك الربيعي قبل النصر قريب زمنياً ولا ينبغي النسيان والغرور بنتائج صناديق الانتخابات وصدى نتائج سالفة الذكر ب 99.9 % مازالت شاهداً على ثقافة تسلطية لا يستحسن ممارستها وحتى بشكل غير مباشر ولابد من دراسة التجارب المجاورة مثل تركيا قديماً وحديثاً وتجربة تونس بعد الربيع العربي في الشراكة السياسية ولعل ما يقلق الجميع الهوية الجديدة للدولة لتكون مدنية ديمقراطية وذات الهوية الإسلامية التي تحترم الأقلية الدينية وتحقق العدل بعيداً عن التعصبات الإسلامية الضيقة وبما رحبت من احترام لحقوق المرأة وتواجدها في مواقع صنع القرار والتذكير بأن التاريخ العربي واليمني القديم قدم ملكات زنوبيا وبلقيس فالإسلامي أروى وشجرة الدر وصولاً للتاريخ الإسلامي المعاصر رئيسة جمهورية في إندونيسيا ميجاواتي فرئيسة وزراء باكستان / تركيا/ بنغلاديس إلى رئيسات ونواب رئيسات برلمانات تونس/ مصر / الإمارات/ ليبيا/ تونس.. إلى نساء في مواقع صنع القرار في الصحة والإعلام والسياحة والتربية منها سوريا. لابد أن تخرج التجربة الوطنية من تواجد المرأة المحدود امرأة في مجلس النواب امرأتان في مجلس الشورى المعين 3 في مجلس الوزراء بوزارات نمطية وكأن النساء لا تعمل في التربية والتعليم / الصحة / الإعلام/ وكأن دخولها في مواقع قيادية بهذه الوزارات حرام أو يقلل من قدرات الرجال ولعله تستر وتخوين يراد منه باطل؟؟ ولكن إشراقات تركيبة مؤتمر الحوار الوطني مكسب بحوالي 30 % من النساء لابد ان يعض عليه صناع القرار الرجال ويتمسكوا به فالتاريخ سيسجل لهم في تمكينهم النساء حتى تستمر هذه القدوة في مكونات الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية وفي مفاصل الدولة محلياً ومركزياً فاليمن غني بنسائه الكفوءات وغني بربيعيات سياسية وتسوية دائمة العطاء ولجنة التوفيق ناقوس يدق في الحفاظ على الحد الأدنى ب30 % للجنة الدستورية وما ورد في المبادرة الخليجية ولابد من الحكومة أن تمارس ذلك وتكون هي الحريصة على ال30 % في مواقع قراراتها المركزية والمحلية. رابط المقال على الفيس بوك