يتصف رجال السياسة بالحنكة والدهاء، يتصف السياسيون بلباقة الحديث وحسن التصرف، لكن أن يتصف رجل يصفونه بالسياسي وهو المتحدث الرسمي لأحد الأحزاب العريقة في هذا الوطن، وفي ذات الوقت يشغل منصب نائب وزير، ولا ينطبق عليه أي من صفات السياسيين، بقدر ما ينطبق عليه صفات المهرجين فتلك مصيبة كبيرة. أتصل بي أحد الأصدقاء من خارج الوطن لمتابعة حديثه الذي كان يبث على قناة آزال الفضائية، وأثناء متابعتي لذلك الحديث تحسرت كثيراً على أوضاع هذا الوطن، وأيقنت أن المناصب لم تعط لمن يستحقها، وأن ربيعنا العربي لم يحقق أاهدافه المرجوة، فمتحدث يشغل هذا المنصب يجب أن يكون لبق الحديث ومدركاً لما يقول .. يسخّر حديثه على ما هو حاصل في هذا الوطن.. ولما هو في خير ومصلحة هذا المواطن المغلوب على أمره. لكن أن يسخّر ذلك المسئول منصبه للحديث عن أغراض شخصية، وأن يتدخل بشئون القضاء ويتفاخر بذلك، متناسياً أن ذلك يعد جريمة يعاقب عليها القانون، فإن كان عالما بذلك فتلك مصيبة، وإن لم يكن يعلم فالمصيبة أكبر، وأن يتوسط لأحد أقاربه وهو متهم بقضايا حرابة فهذا دليل على دولته المدنية التي يدعو لها. رسالة أوجهها لذلك المتحدث يجب أن تكون رجلاً سياسياً محنكاً همه الأول والأخير هو الوطن ومشاكل المواطن، لا أن تسخر لسانك لأغراض شخصية وعائلية ولتعلم أن الوطن فوق الجميع. وهي أيضاً رسالة أوجهها إلى الإخوة في مجلس القضاء الأعلى، والإخوة رؤساء المنتديات القضائية للوقوف الجاد والحازم ضد التدخل في شئون القضاء من قبل أي شخص كان، فقضاؤنا مستقل ومن كان له حق فالقضاء هو الفيصل ولكي يظل قضاؤنا شامخاً، ملجأً لكل مظلوم. رابط المقال على الفيس بوك