في أي بلد متحضر لا يسمح فيه لأحد في الشارع العام بإيذاء الناس أو إزعاجهم,أما في اليمن فالضجيج والإزعاج صار عادة يومية وهوية لدى الناس في المدن الرئيسية وغيرها,وتقابل بالتسليم,فيما الضجيج وروائح المخلفات يظل يلاحق العابرين حتى بيوتهم ويؤذيهم في نومهم وأحلامهم إن كانت لا تزال لهم أحلام,ضجيج يخشب حواس الناس بنشازاته وأصواته حد المرض,ضجيج يخضع لمنطق الاستخفاف بصورة عامة ولا ينظمه ضابط في صورة العلاقة الفردية بالعلاقة الجمعوية,الكل يفتعلون الضجيج في المجتمع وضد المجتمع'حتى الصامتون منهم. دراجات نارية,تصم الآذان وتجوب الشوارع حتى ما بعد منتصف الليل,دونما قوانين,مواكب تفحيط,نظام مروري فاسد,مجتمع سائقين لا يلتزمون بالإشارة ولا بالتقيد بتعليمات الطرق,إشارة السير في الشارع تمثل حالة من الإنفلات وغياب الدولة أيضا,ومواطنون يقذفون بفضلاتهم إلى الشارع فلا نظافة ولا يحزنون,ولا شيء يعكس أن هناك تغييرا تم حتى في بعض ملامحه بالفعل كما بقيت علاقتنا بالشارع خصوصا تقوم على عداء وإنتقام كنتيجة ثقافة ضد الشارع بدلالاته المختلفة,رمي الزبالة يعكس أننا غير حضاريين وأننا متأخرون جدا حتى عن جبوتي,,وبلا أي مبرر في ظل غياب أي احتراز لثني الناس عن ذلك. ضجيج غير طبيعي ,فلا مصانع أو مداخن,لصناعات تحويلية ولا إنتاج,كأنماالشارع ضجيج,وما من أحد,وجل ما حوالينا غالبا محض أداة وعطالات وبطالات,واستهلاك,وإهلاك,وهناك حالات كثيرة ضمن حالات الضجيج وروائح النفايات المكدسة وأكوام البلاستيك المدمر,وظواهره غير مبررة'لا قانونيا ولا أخلاقيا وبيئيا,بما يرتبط بسلوك الأفراد في صورة تعايشهم خلوا من الإزعاج والذي لا يوجد إحترازات جزائية تردعه وهو أنواع, والضجيج في اليمن وشوارع مدنها كثيرا ما يكون نتيجة لغياب توزيع سليم لمستوى الخدمات والتنظيم لها,ودونما جدوى أو نفع إيجابي للمجتمع فالضجيج العام يدمر الحواس بصورة ممنهجة,ويكاد يصير قانون الاعتياد الحاصل وثقافة العادة واللامبالاة بلا أحد في الشارع أو الأحياء السكنية والمستشفيات وغيرها,ما يترك سؤالا على صعيد علاقة الناس بالنظافة وإبقاء الشارع نظيفا أو مليئا بفضلاتهم,وما قد يعنيه ذلك من دلالة على رداءة السلوك غير الحضاري لعلاقتهم بالشارع في العموم. أكتب هنا مستحضراً مقولة الرسول الكريم« خذوا العلم ولو في الصين»وهناك من يرى اليوم أن – الحكمة صينية – وليست كما ندعي حين لا يعكس ما ندعي في صورة علاقتنا بالشارع أي دلالة على التحضر أو الفهم المدني النظيف لمعنى أن تتوافر لدينا بيئة خضراء وشوارع نظيفة,حيث تجرنا مناسبة موضوع كهذا إلى قصة المليونيرة الصينية يوي يوتشنغ في بداية 2013م والتي كانت جذبت وسائل الإعلام في بلادها،إلى معنى نظافة الشارع بفلسفة خاصة لها وألقت الضوء على “أكثر القصص الإنسانية” انتشارا واهتماما من الرأي العام ورجل الشارع الصيني. يوتشنغ لم تبال بنظرة بعض الناس إليها بما في ذلك انتقاد أهلها وزملائها لها,وما كان منها سوى أن ردت حينها على كل تلك الانتقادات بفلسفتها الخاصة قائلة «أريد أن أعطي مثلا لإبني وإبنتي ولباقي أفراد عائلتي،أنه لا يمكنني أن أبقى في البيت كل يوم مكتفية بالأكل والشرب والنوم معتمدة على أموال جاءت فجأة وقد تذهب فجأة،ولا يمكن أن يشعرك بالأمان إلا عمل يدك». تحكي القصة الكاملة لعاملة النظافة، أو كما أطلق عليها «المليونيرة المتواضعة» حسب مصادر ما نشر حولها وشكلت حدثاً بارزاً للإعلام والرأي العام,وبخاصة “أنها كانت قبل أن تصبح مليونيرة، تعمل في الزراعة بحي دونغهو من منطقة هونغشان من مدينة ووهان،وكانت عائلتها تمتلك 3 عمارات كل عمارة 5 طوابق، وبعد تنفيذ قرار بالهدم في عام 2008، حصلت في نصيبها على 21 شقة. عاملة النظافة المليونيرة«بعد حصولها على حصتها في تركة العائلة»قامت ببيع 4 شقق، وبقي لها 17 شقة أخرى، ووفقا لأسعار سوق العقارات في هذه الفترة، فقد أصبحت هذه العاملة البسيطة فى ليلة وضحاها «مليونيرة» بكل معنى الكلمة . رابط المقال على الفيس بوك