في إبريل الماضي من هذا العام 2013م تم الإعلان رسمياً عن مدينة تعز عاصمة للثقافة اليمنية .. ومنذ ذلك الحين لم نسمع بحدث ثقافي يليق بذلك التدشين أو تلك المدينة التي ضاعت آمالها في دهاليز الفيس بوك . تعز الحبيبة لا تحتاج مني إلى مديح وإطناب يسموان ببهاء مكانتها وموضعها من قلب كل يمنيّ بل وعربيّ مرّ منها أو مرّت منه .. لكنها تظل رغم تعثّر الكثير من زهو خطابها الثقافي والإنساني مؤخراً .. قبلة القلوب المتوضئة بيقين المعرفة والنهل من معين حدقات آمالها. تعز للأسف تاهت في معترك سطور “ الفَرَغْ “ بالفيس بوك .. وكأنّ كل واحدٍ فيهم معنيّ باتهام الآخر وتبديد جهوده والنيل من قدرته على العطاء مهما كان ذلك العطاء بسيطاً أو يقوم به مواطن عاديّ لا حول له ولا قوّة لكنه بلا شك سيصنع الكثير بسلوكه وإرادته بعيداً عن حماقة الهذيان الكيبورديّ الذي جعل من تعز عبارة عن مناوشات عدائية لا حلول ثقافية على أرض الواقع ينتظرها الجميع ولا مفرّ منها سوى الإعلان الرسمي والشعبي عن فشل إثباث عطائها الثقافي. سمعنا الكثير عن منجزاتٍ ثقافية ستكون .. وذلك أمر عفوي وحديث مقايل وتبديد حظ الإعلام الرسمي والنخبوي والفئوي .. لكن أن ينتصف العام ثم ينتهي دون تحقيق حدث مميز ومختلف يرتبط بثقافة تعز فذلك هو الخسران الماحق. ثم ماذا عن إطلاق قناة تعز الثقافية ؟ ألم يتحدث الكثير عنها من قبل وتم تشكيل إدارة لها وإطلاق موقع إلكتروني يهتم بتفاصيلها .. ! فهل من المعقول أن تظلّ عاصمة الثقافة اليمنية عاجزة عن إطلاق قناة ثقافية تليق بهذا الحدث الكبير ؟ وماالذي ينقصها والمادة البرامجية متوفرة بل وفائضة ؟ ولماذا يقف البعض حجر عثرة أمام مشروع هذه القناة التي أعتقد أنها ستنقل الثقافة الحقيقية لبلدٍ بأكمله بعيداً عن السياسة العوجاء والمناطقية الرعناء. اليوم تعز بحاجةٍ ماسّة لصدق أبنائها معها قبل صدق الحكومة .. تحتاج لإرادة حقيقية ممن يتحدثون باسمها قبل إرادة محافظها الذي خذلته الأحزاب والرؤى المتناقضة على نفسها وذاتها .. بل تحتاج تعز لوقفة جادة من الجميع لإنقاذ ما تبقى من ثقافة الوطن قبل أن يزداد التنازع على اللاشيء ونفقد الشيء العظيم بقلوبنا لهذه المدينة الأبيّة. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك