اليقين لا يأتي من خارج المرء بل من داخله.. والقناعة بالموقف لا تأتي مما يعتمل بالداخل فقط.. بل تكون بتسجيل ذلك في محيطٍ يلامس أمر الخارج الشخصي. والأحداث الطارئة خصوصاً لا تكفي لتحديد الموقف الحقيقي للفرد بقدر ما تجرّه لدائرة الشك والحذر أكثر مما تدفع بالآخرين لتعزيز مدى ثباته أو حلزونية هواجسه. والقناعة لا تكون إلا في الثوابت؛ إذ إنّ طوارئ الأحداث وتقلبات الزمن يجب أن يرافقها تفعيل العقل لا ثوابت القلب ومنهاج عقيدة المرء منها صواباً كانت أم خطأً.. فلا دليل على اليقين حينها سوى السلوك الشخصي الإنساني ومدى التزامه بالفطرة السليمة أو شذوذه عن محكّ القناعة بمعناها السامي. تلك حقائق تتداخل فيها المواقف الرعناء بالقناعات السامقة.. وخاصة بزمنٍ كهذا تكالبت على المرء فيه هموم عصيّة أفقدته الكثير من تجلّده وظواهر قناعاته.. مما يجعل البشر يرصدون انفعالاته الطارئة لتثبيتها على مسافاته منهم.. وذلك هو السوء الماحق الذي يساهم باتساع رقعة الخلافات.. ويعمل على تعميق فجوة التوافق الإنساني السليم.. الذي من المفترض أن تذوب في دائرته كل المماحكات الطارئة. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك