تحث رسائل النور على الإخلاص والوفاء والفداء ويقوم أسلوبها على مخاطبة النفس والحكاية والقصص القصيرة وضرب الأمثلة وهي تنظر إلى القرآن الكريم الذي تتلمذ عليه على أنه ثلاثة كيانات، فالكيان الأول هو القرآن المقروء المتمثل في الكتاب المنزل، والكيان الثاني هو الكتاب المشهود المتمثل في الكون كله، والكيان الثالث هو الكيان الناطق المتمثل في الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وسنته الشريفة بأقواله وأعماله، وتحاول الرسائل أن تنقل القرآن بكل كياناته الثلاثة في نورانيته المبهرة إلى المتلقين، حيث يخاطب الأذن سامعةً والعين قارئة وناظرة والعقل مفكراً ومتأملاً والروح مصفية ومنتشية حتى ينفذ إلى أعمق الأعماق ويملك النفس ويثير المشاعر ويحرك الإرادة، وتصبح العقيدة سلوكاً وعملاً صالحاً للمسلمين جميعاً ابتغاء انتشالهم مما صاروا إليه ورفضهم إلى ما يجب أن يكونوا عليه عندما ارتضوا أن يكونوا مسلمين. ويقول في الكلمة الخامسة والعشرين: “إن في تاريخ البشرية منذ زمن سيدنا آدم عليه السلام حتى وقتنا هذا تيارين عظيمين كأنهما شجرتان ضخمتان إحداهما سلسلة النبوة والدين والأخرى سلسلة الفلسفة، فمتى كانت هاتان السلسلتان متحدتين وممتزجتين في أي وقت واستجارت الفلسفة بالدين وانقادت إليه وأصبحت في طاعته انتعشت الإنسانية بالسعادة ومتى انفرجت الشقة بينهما وافترقت، احتشر النور والخير حول الدين والنبوة، وتجمعت الشرور والضلالات حول سلسلة الفلسفة “الكلمة الثلاثون” ويقول: إن الفلسفة التي تهاجمها رسائل النور هي الفلسفة المضرة وحدها وليست الفلسفة على إطلاقها لأن الفلسفة التي تخدم الحياة الاجتماعية البشرية وتعين الأخلاق والمثل الإنسانية وتمهد السبيل للرقي الصناعي هي في وفاق ومصالحة مع القرآن الكريم. ومعلوم هنا أن بديع الزمان النورسي لا ينظر باقتناع ولا رضى إلى مجريات وتطورات الحياة المدنية الغربية الحديثة التي قامت على أساس النظريات الفلسفية المادية دون نظر والتفات إلى تعاليم الأديان. فائدة: “النور والخير حول الدين والنبوة والشرور والضلالات حول الفلسفة. رابط المقال على الفيس بوك