يقول الشاعر المستشار محمد التهامي: وتمتاز كتابات رسائل النورسي بالأسلوب الأدبي، رفيع المستوى المشوق الجذاب الذي يستعمل المحسنات اللفظية والتشبيهات البلاغية دون أن يجوز ذلك على المعنى بل يزيده إيضاحاً ويحببه إلى السامع والقارئ ويجعله أدنى إلى أداء رسالته في التأثير، ومن الأمثلة على ذلك ما جاء في المكتوبات عن التوحيد...”إذا أمعنا النظر في هذا الكون نرى سقفه العلوي قد ازدان بالنجوم وكأنه حديقة غناء، وأرضه قد زينت بموجودات مزينة، و في هذا البستان فإن الأجرام العلوية النوارنية والموجودات الأرضية المزينة بالحكم الجميلة بقول كل واحد فيها بلسانه الخاص وجميعها تقول معاً: “ نحن معجزات قدرة القادر ذي الجلال ونشهد على قدرة الصانع ووحدة الخالق الحكيم”. ويقول التهامي: أثار بديع الزمان سعيد النورسي مشاعري وتعمق تأثيره في وجداني بعد قراءتي في رسائل النور ووقوفي على نظرة النورسي في القرآن الكريم أحسست بدافع لا يقاوم إلى الكتابة عنه إذ قد أدهشني حقاً ما وصل إليه من أسرار كتاب الله العظيم الذي نزل بلسان عربي مبين وهو الذي ولد وعاش بين قوم انحسرت اللغة العربية عنهم وأصبحوا في الغالبية الغالبة منهم لا يتكلمونها، وإن كان مستساغاً في صدر الإسلام أن ينهض عباقرة في علوم الدين والقرآن الكريم في بلاد غير عربية، إلا أن سلطان اللغة العربية كان سائداً وكان يمكن لهؤلاء العباقرة من الوقوف على أسرارها، أما أن يأتي في القرن العشرين وقد انسحبت اللغة العربية وتقوقعت إنسان غير عربي يكشف عن أسرار القرآن الكريم وإيحاءاته ومراميه وبلاغة ألفاظه وتراكيبه ونظمه وأبعاده والحكمة فيه، ومعانقته لروح الإنسان وفكره وشيوعه في عقله وقلبه وإحاطته بكل الكون، وتمكينه الصلة بين الخلق والخالق فهذا شيء يكاد يكون معجزة ويؤكد أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله للناس كافة وأن القرآن الكريم كتاب الله للبشرية كلها في كل زمان ومكان إلى يوم الدين مهما اختلفت ألسنة الناس وألوانهم. فضلاً عن أن النورسي كتب بالعربية ما جاوز به عباقرة علمائها. يتفاخر شبابنا أنهم قرأوا مائة كتاب عن فلاسفة الغرب وعن الأدباء والمفكرين الغربيين منذ النهضة الأوربية حتى الآن ولا يشعرون بالخجل أنهم لم يقرأوا شيئاً عن تاريخ أمتهم منذ النهضة الإسلامية حتى اليوم. رابط المقال على الفيس بوك