خطوة الجيش في الانقلاب على رئيسه وقائد قواته لن تشق مصر وحدها، بل ستحدث زلزالاً في كل العالم العربي، وإن كنت أرى قوته الناعمة تتحرك بهدوء في عدد من دول المنطقة، وأظن أن مخابرات السعودية والإمارات منذهلتان الآن من حجم التعاطف والتأييد الشعبي في بلديهما لصالح مصر الإخوان، ومن شخصيات اعتبارية لها ثقل وتأثير في الشارع الخليجي، وأعتقد أن تماسك بنى التنظيم “الإخواني” ستكون أقوى في الخليج العربي، وستكسب أنصاراً ومؤيدين انتقاماً من الموقف العابث ضد حكومة مرسي، وضد ضخ ثروات الشعوب إلى مصر التي لم تستقر ولن تستقر إذا ما تم تجاهل صوت الشارع الباحث عن شرعية بقائه. أما أمريكا فعليها أن تعفينا من فكرة الدفاع عن الديمقراطية، وتوفر لنا إجابة للموقف التالي: حين نقول لأعضاء تنظيم القاعدة: لماذا تحملون السلاح..؟!. يردون دون مبالاة: لكي نحقق حلمنا بإقامة دولة الخلافة الإسلامية!. حينها نلوذ بنضجنا السياسي المزعوم: أنتم ترفضون الخيار المدني السياسي، وتسعون إلى إقامة دولة بقوة السلاح، وليس بقوة الحق، والسلاح لا يحقق تنمية، ولا شرعية لبقائه. نلاحظ بعدها أن جدلهم ودفاعهم يكون عقيماً وهجومياً فارغاً من مضامين القوة.. لكن بعد أحداث مصر الأخيرة صرنا نحن الأضعف حجة!!. تستطيع القاعدة أن تسخر من ديمقراطيتنا وخياراتنا السلمية، وتقول لنا: هاهي الجماعة الإسلامية بمصر تفوز برئاسة البلاد في انتخابات نزيهة شهد لها العالم، وتم إسقاطهم عبر حلفاء أمريكا، فما الجدوى من ديمقراطيتكم؟!. أظن أن على الغرب بقيادة أمريكا توفير إجابة مقنعة لهذا السؤال القادم من جماعة “إرهابية” بحسب التصنيف الغربي.. وربما كان العجز عن تحديد إجابة مقنعة سبباً في تلكؤ الموقف الأمريكي من انقلاب الجيش المصري على رئيسه وقائد قواته، فضلاً عن أن اعتراف أمريكا بشرعية الانقلاب (لو اعترفت رسمياً) سيضعها في موقف محرج أمام حلفائها في الشرق الأوسط، ولن يثقون في التعامل معها مستقبلاً، مع أن لقاء السفيرة الأمريكية في القاهرة “آن براترسون” مع القيادي الإخواني خيرت الشاطر وطمأنتها له بوقوف أمريكا في صف الشرعية الدستورية أجج مشاعر الشارع المصري ضد الإخوان، واعتقد أن “الجماعة” تستقوي بأمريكا عليه. وقبلها فقدت أمريكا مصداقيتها مع حلفائها في الشرق أثناء ذيوع وثائق «ويكيلكس» وما تلاها من تداعيات... ولا أظنها راغبة في تكرار التجربة!!. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك