«.. إذا كان لموت الشعراء والكتاب نكهة حزن إضافية تميزهم عن موت الآخرين فربما تعزى لكونهم وحدهم عندما يموتون يتركون على طاولتهم ككل المبدعين رؤوس أقلام ومسودات أشياء لم تكتمل..» من رواية ذاكرة الجسد لأحلام مستغانمي بتصرف. عدن مدينة الأرض والسماء ، الجهر والخفاء، تجدد أسرار القدوم والبقاء، لا تكل أو تمل من معاودة النهوض والارتقاء.. هزيم أصرار صوت وفاء وكبرياء.. سفر تحول ونداء نقاء. عدن هبة جبل وماء تخرج لقاءً إذ عزّ اللقاء، ووعداً إذا تخلف النداء. وطهراً إذا ما استشرى البغاء، وساد الادعاء.. عدن أول وآخر الأسماء، فاتحة مدن ماقبل التاريخ.. أسطورة وخيال وخامة ما بعده تشكل إبداعاً وجمالاً.. تنتمي ولا تنتمي في آن.. تنتمي لما حولها أنموذج اكتمال واستواء، واختمار أفكار ورؤى، وإدراك واختيار ولا تنتمي لطبائع الاستلاب والاستقواء، والتنكر والغباء، ولأن هذه هي عدن وليست أي شيء غيرها، أكبر من المسميات المختصرة، وأرفع من النقائص، فقد كانت وستبقى إدمان عشق رجال ونساء، بهم تكبر، ويكبرون بها ومنها وبهم تعود كعادتها مشروع استحالة على مواصلة التغييب والغياب والقبول والإذعان لنوازع التهميش والقصور والتقزم والاستلاب لتبقى نص علاقة مكان وموقع وإنسان ،تقول عكس ما يراد لها أن تقول أو تقوّل، تخرج متظاهرة على الحزن والفجائع والمعاناة. هدى بريق ذاكرة وعظيمة إنسان ،ولأنها هي وحدها عدن وليس أي شيء غيرها. كانت الأجدر والأقدر على أن تعود سطوراً من فعل ومثال عنوان ومحتوى أسماء وكلمات، عرفان كليالي مثل ليالي رمضان، وغيرها من ليالي قادمات وأيام، لابد أن تهل وتأتي إجلالاً وإكباراً من أكثر من موقع وزاوية ومكان ربما كان أولها وليس آخرها فرع اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين عدن، التي أبت سكرتاريته إلا أن تجعل من ليالي رمضان هذا العام عرس تكريم ووفاء، وعرفان وإحياء لذكرى الشهيد والفقيد إسماعيل شيباني الأديب والكاتب والصحافي والنقابي البارز واحد من الذين كان عليهم أن يدفعوا حياتهم ثمناً لقناعاتهم وصدق ارتباطهم وحبهم ،والذي كانت أمسيات ليالي رمضان في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع عدن، وهي تكرم أسرته وتتحدث عن طفولته وعصاميته ودوره وعطائه ووطنيته إنما تتحدث عن عمر الجاوي، والجرادة، والقرشي عبدالرحيم سلام، وأحمد الحنكي، وعبدالرحمن إبراهيم، ود. عبدالرحمن عبدالله، وفاروق رفعت ،وجمال الخطيب، وعلي فارع وباصديق، والبطاطي، والقاضي وأحمد مفتاح وحسين السيد، و... إلخ الكثير ممن سبقوه ورافقوه وجاءوا بعده ومازالوا وسيظلون يرسمون بالكلمة والسلوك والفعل ملامح القادم ..هؤلاء الذين بالعودة إليهم واستحضارهم إنما نؤكد على أننا راغبون وقادرون على مواصلة كسر وتخطي حواجز التشرذم والتقوقع، والانكفاء، والتذبذب، والخروج متعافين من العثرات والعوائق التي يجري نصبها بجهل وبغيرة أمام مسيرة الخروج بالوطن إلى حاضرة التقدم والمدنية والازدهار والخلق والإبداع. رابط المقال على الفيس بوك