لم يسقط الإخوان المسلمون بمصر تحت رصاص جيش السيسي.. وإنما سقطت أخلاق ومبادئ الكثير من أعراب المسلمين. ما حدث ويحدث بمصر العربية من مجازر يندى لها الجبين.. رغم بشاعتها وحجم جُرمها لا أعتقدُ أنها ستكون بحجم كارثة التشفّي والفرح اللذين أظهرهما الكثير من خصوم الإخوان بكثير بلدان عربية؛ إذ كانوا خصوماً للإنسانيّة وللفطرة البشريّة من حيث يدركون ولا يدركون. لم أكن أتصوّر أن يتشفّى ويفرح الأعراب وهم يرون الدماء تتناثر.. والجثث تتفحّم.. ودُور العبادة تحترق.. والأرواح تُزهق نساءً وأطفالاً ورجالاً.. لمجرّد أن يكون ذلك الانتقام حدث ضدّ جماعة يختلفون معها.. لكنهم يتناسون أنّ الدنيا دُوَلٌ «من سرّ زمنٌ ساءته أزمانُ». وبغضّ النظر عن غباء الإخوان المسلمين بمصر في كثيرٍ من تفاصيل إدارتهم للحكم والكثير من اجتهاداتهم الخاطئة.. فلا يمكن أن يكون ذلك مبرراً للكثير من القطيع العربيّ أن يسقطوا في وَحَل التصفيات والكيل بمكيالين.. فالدم هو الدم أينما كان وكيفما تمّت إسالته فهي جريمة كبرى لا تقرّها فطرة سليمة ولا دين سويّ ولا أخلاق رفيعة تؤمن بكرامة الإنسان ونُبل استخلاف الله له في الأرض. وأما غالبيّة الشعب المصري المغلوب على أمرهم فسيفقهون يوماً مّا سرّ تدفّق المليارات الخارجية لقتل أبنائهم فقط.. وكان الأحرى بالجميع أن يعملوا حواراً ذا شفافيّة يتنازلون فيه عن كل ما يدفع للقتل والتربّص بأرض الكنانة تحت دعاوى يعمل عليها من يريدون لمصر الويل والدمار. نعم.. كنتُ ولازلتُ على خلافٍ كبير وشاسع مع أطروحات الإخوان المسلمين في تنظيمهم المحلّي قبل العالمي.. لكنني مع أحزانهم وحقهم الإنسانيّ في التعبير عن رأيهم وموقفهم السياسي السلميّ..ومع جراحهم النازفة أينما كانت.. شأني بذلك معهم كشأني مع كل ذي روح على وجه الأرض لا يصحّ التعامل معه بعدوانيةٍ قاتلة. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك