أستغرب من حكاية الموافقة على الشريعة كمصدر (وحيد) للتشريع بمقابل الموافقة على الفيدرالية من إقليمين. أستغرب من رباطة جأشهم المجازفة في ظل واقع ينمي الطاغوت الكهنوتي المقرف من ناحية وتشظيات الهوية الوطنية المنهكة أصلاً من ناحية ثانية. وبالرغم من أننا نكاد نغرق تماماً في واقع المشاكل المتفاقمة التي لم يصنعوا لها حلولاً حقيقية ومسئولة حتى الآن: إلا أنهم صاروا يفضلون – وباطمئنان عجيب على الأرجح - المضي في تماهيهم السيئ لتنمية خطأهم الموحد ضد حلم العقل الوطني الجميل غير المبرمج على حسابات قوى الهيمنة والنفوذ وساسة اللف والدوران بكل مغالطاتهم التي لا يخجلون منها. غير أنه العقل الوطني الناضج يا هؤلاء، بالرغم من كل المحاولات الممنهجة لدهورته وتحييده والتحريض عليه: العقل المتخوف من عملية استسهالكم لاستصدار قرارات جزافية غير موضوعية كهذه لم تعمق بالدراسات العلمية كما ينبغي وبالذات الفيدرالية، كما أنها خارج نطاق مدنية الدولة المنشودة أساساً كالشريعة حين تكون المصدر الوحيد للتشريع وليس كمصدر رئيسي. أعني أنه العقل الغريب الحائر الذي يستهزئ به كل ( إمعات وشُقاتْ) قوى الهيمنة والنفوذ وساسة اللف والدوران بوضوح سافر تجاوز البلاهة بمراحل للأسف. العقل الذي بمواقف قلق ناجعة الآن جراء استشراء جائحة موفنبيك دون أمصال تحصينية قيمية ذات حلم وطني مدني بالضرورة. (عقل الأقلية الهائلة) الذي من شأنه وحده فقط نجاة هذا البلد التعس من خلال تثبته بمطلب العمل أولاً على أهمية درء استمرار منظومة المشاكل والقضايا المتفاقمة في تكرسها الجنوني ما بعد الأخرق، إضافة إلى كونه الضمانة الوحيدة اليوم لإمكانية الصواب الجمعي الحيوي مستقبلاً. واللعنة على مزادات ومزايدات التخلف والطمع. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك