ما نود الولوج اليه هو ذلك القلب النابض والمفعم بالحياة المطرزة بسيادة اللغه الراقية في اوساط روح التربة الولادة”الحالمة” كتاب اليمن المفتوح وقبلة النغم الفني الرائع والثوري.نحن هنا نتحدث عن فن الحياة فيها كنسيم يداعب خملاتها ومساء تستقر النجوم في سمائها لتضيء الدرب لقلوب عشاقها .قبل الاستهلال الى فنها بألوانه النرجسية وفنانيها بتاريخ من العطاء المتدفق عندما كان سرب الطيور المهاجر من ضفاف الخضرة والجمال الرباني البديع في وديان ارض السعيده لتبقى تعز هي الحضن الدافئ والنسيج المتنامي في تكوين الفكر والالهام الابداعي .في ثمانينيات القرن الماضي وصل الفنان الكبير ابوبكر سالم الى ارض الوطن وقدم باكورة من روائع فنه الاصيل وبألوان الغناء اليمني المتعددة في العاصمة صنعاء ولكن بحق ما الذي قاله عند صعوده للغناء على خشبة مسرح مدينة تعز؟ عندما تجرأ عملية التنقيب في قصائد النعمان واغاني ايوب ربما غابت بعض الشيء كاسم محدد لكنها النكهة المتخللة جسد وروح تلك السياقات النصية ومفردة الحس المفعم بموسيقى لون وطعم الحياة التعزية ابتداء من أعلى قمة صبر وحيفان وصولا الى الجند ووادي الضباب غربا.مازال الشفق الاحمر المعانق لجبالها يشجينا عند انسداله نحو مدينة الخوخة رغم ما يعصر بنا لحظة اطلاق صافرته المعلنة نهاية كافة أشواط اللعب حتى وان كانت اكوام الرمل الصغيرة تنتظرنا الى اليوم التالي في لعبة «بريد بريد الحديد» في ازقة مدينتها الساكنة تحت حنايا رقة القلوب .لكن سحر وروعة المشهد الصباحي في مدينة الضباب كان البديل الانسب لايقاف طبول اللعب وضجة السير للوقوف برهة من الزمن في إصغاء تام للنشيد الصباحي القادم من اغصان الشجر ورفوف المنازل لكوكبة من فناني الطبيعة “العصافير” مشوار طويل قد نقطعه في البحث عن مكامن الاسرار الحقيقية للالهام الابداعي المنتاب كل من كحل عينيه النوم بدفء الحالمة ... لكن محطة وقوفنا هنا هي اضطرارية كون الحديث عن هذه المدينة الساحر والمعلم الاول من الصعب ان يكون له نهاية.... رابط المقال على الفيس بوك