كلما اقترب اليمنيون من إيجاد حل لمجمل مشكلاتهم الحياتية والسياسية،كلما انتصبت أمامهم عديد التحديات ولعل قدرهم إزاء ذلك أن يكبروا فوق اختلافاتهم وبأن يتناسوا موروث ماضيهم الأليم، متطلعين نحو المستقبل المبشر بالخير والنماء والازدهار. أحياناً تداهم المرء مشاعر المرارة والحسرة جراء هذه الأوضاع المأزومة ،وأحياناً أخرى يجد المرء نفسه وقد انفرجت أساريره بقرب الحل، خاصة وهو يتابع المشهد وقد لاحت تباشير الإنفراج الشامل وعلى كافة المستويات. الحقيقة ليس من بد أمام اليمنيين بغير الأمل والتفاؤل في وجه هذه الأعاصير والتحديات التي تنتصب تحديداً أمام إنجاز ما تبقى من استكمال إنجاز مرحلة التسوية السياسية وكذلك أمام إنجاز مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة. قدر اليمنيين أن يعانوا تارة من شظف العيش ومحدودية خيارتهم وتارة أخرى المعاناة من نخبهم السياسية التي تغرق في دوامة البحث عن الذات حتى وإن أدت هذه المصالح الشخصية إلى غرق المركب بمن فيه. ومع كل تلك المرارات، فإن قدر اليمنيين أيضاً النجاح بخياراتهم الآمنة في نهاية المطاف وعدم الاستلاب والاستسلام لكل محاولات العودة بعقارب الساعة إلى الوراء! إن ما يشفع لليمنيين هذا التفاؤل يرجع أساساً إلى وحدة الاصطفاف الداخلي، فضلاً عن الاصطفاف الاقليمي والدولي مع قضيتهم العادلة في ترسيخ مداميك أمن واستقرار اليمن والمنطقة على حد سواء .. لقد حدث هذا مع ظهور المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية المزمنة.. كما جاء هذا الاصطفاف أيضاً ملبياً للإجماع الأممي في الوقوف إلى جانب اليمن ودعمه مادياً ولوجيستياً لإنجاز هذه التسوية التاريخية غير المسبوقة على مستوى دول المنطقة. ومؤخراً جرى التأكيد للمرة العاشرة على الموقف العربي المؤازر للقضية اليمنية ،وذلك من خلال مخرجات مؤتمر وزراء الخارجية العرب الذين أكدوا مجدداً تأييدهم ووقوفهم مع الحل والتسوية في اليمن وفقاً لمضامين المبادرة الخليجية وقرارات الشرعية الدولية.
ومن المؤسف، ثمة من لا يزال يعتقد أنه على حق حتى وإن أدى هذا الاعتقاد إلى حدوث شرخ في جسر التسوية..ومما يؤسف له أكثر أن هذه النخب تصنف الآخرين في خندق الاعتقاد الخاطئ حتى وإن كانوا يتلمسون حلولاً حقيقية لمشكلات الماضي وضع صيغة متكاملة لما يمكن أن يكون عليه اليمن الجديد..ومع ذلك لا بأس أن نردد القول الشائع: اشتدي أزمة تنفرجي رابط المقال على الفيس بوك