من جملة المعطيات المتوافرة، وطبيعة الجو السياسي المشحون بالتوترات يصبح من المؤكد أن الإعلام سيكون هو الحامل الأساس لرؤية المكوّنات السياسية في مؤتمر الحوار، وسيتبنّى وجهة نظر المكوّن السياسي الذي يتبعه، ولن يتعامل بحيادية تامة، بل سيتفاقم دور الإعلام سلباً وإيجاباً مع اقتراب لحظة الحسم، إذ كلما غاص المؤتمرون في عميق القضايا اشتدت وطأة الإعلام عليهم، سعياً وبحثاً عن تأجيج صراع المكوّنات السياسية، وكل وسيلة إعلامية لا تنأى بنفسها عن أن تكون أداة في يد غيرها ستفقد قيمتها وأهميتها وسيعزف الجمهور عنها، لأن عقل المتلقّي ليس وعاء مفتوحاً دون مركز تحكم، بل لدى المتلقي ما يمكنه من تمييز الخطأ من الصواب، والغث من الثمين مهما استغفلته وسائل الإعلام. لذا يجب على القائمين على وسائل الإعلام المحلية ومراسلي الإعلام الخارجي العمل وفقاً للنقاط التالية «إن رأوا فيها إيجابية»: • كلما اقترب موعد الحسم؛ زاد توهج الإعلام وحماسه في التعاطي مع قضايا مؤتمر الحوار، لذا نأمل من وسائل الإعلام التعامل بجدية ومسؤولية مع أحداث وفعاليات مؤتمر الحوار، وعدم الانسياق والتماهي مع رؤية المكوّنات السياسية التي تتبعها. • على القائمين على وسائل الإعلام الحكومية الخروج من حالة الرتابة والصنمية التي استوطنت جسد الإعلام الحكومي منذ عشرات السنين، وأن يتركوا الباب مفتوحاً أمام الطاقات الخلاقة من كوادرهم للبحث والإبداع والتفنُّن في العمل الصحفي، وأن يسعون إلى تقديم شيء جديد في تغطيتهم لمؤتمر الحوار الوطني. • على الإعلام الحكومي تسليط أضوائه وعدسات كاميراته على شريحتين؛ نخبة المجتمع، مثقفين وأكاديميين وباحثين وأدباء وإعلاميين وقادة المجتمع المدني وأطباء ومحامين ومهندسين، والشريحة الأخرى عامة الناس، وهم البسطاء وأصحاب الوظائف الدنيا والباعة المتجولون وسكان الضواحي والحرفيون لمعرفة آرائهم حول مؤتمر الحوار. • على الإعلام الحكومي والحزبي والأهلي وضع أعضاء مؤتمر الحوار تحت أضوائه، حتى يدركوا أنهم واقعون تحت رقابة شعبية عتيدة، وأن ما يدور في قاعاتهم المغلقة ليس بمعزل عن عيون المجتمع. • السماح لبقية القنوات الفضائية المحلية بالتغطية المباشرة لأعمال مؤتمر الحوار، وعدم احتكار البث المباشر على فضائية “اليمن” فقط. • يجب على القنوات الأهلية المحلية الالتزام بمبدأ الحيادية والموضوعية وعدم تبنّي وجهة نظر مراكز القوى المحسوبة عليها، حتى لا يتحوّل عملها الصحفي إلى تبجيل أو تحريض يقوّض أسس مؤتمر الحوار. • تطوير أداء الإذاعات المحلية في تغطيتها لمؤتمر الحوار، وإدراك حقيقة أن غالبية سكان اليمن يسكنون الريف، حيث لا كهرباء هناك، ويعتمدون على الإذاعات المحلية، وهي الوسيلة الإعلامية الأساسية لدى المرأة الريفية، إلا أنها الوسيلة الأسوأ في تغطية فعاليات مؤتمر الحوار. • على وسائل الإعلام المحلية والدولية الابتعاد عن التسريبات الإعلامية المشحونة بمفردات العداء والمناكفة السياسية، حتى تؤجّج المختلف فيه بين المكوّنات السياسية المشاركة في مؤتمر الحوار. • التنبُّه إلى حقيقة مهمة وهي “التوثيق الإعلامي” لمؤتمر الحوار؛ لأننا أمام أهم محطة مفصلية في تاريخ اليمن، ويجب أن يبتعد التوثيق عن الرتابة والضعف أو التحوير والتجيير لحساب أطراف معيّنة. • يجب على المركز الإعلامي الخاص بمؤتمر الحوار التسويق والترويج لعنوان موقعه على شبكة الانترنت؛ إذ أن معرفة وسائل الإعلام لعنوان الموقع لا يعد كافياً لأننا أمام حدث بحجم الوطن، ومن حق كل مواطن معرفة عنوان موقع المركز الإعلامي لمؤتمر الحوار. • توسيع القاعات المخصّصة للإعلاميين في المركز الإعلامي للحوار الوطني، وزيادة عدد أجهزة الحاسوب المزوّدة بخدمة "الانترنت". • التحرُّر من الرتابة والنمطية في تحرير أعمال وفعاليات المؤتمر على موقعه عبر "الانترنت". • توفير المادة الصحفية التحليلية في الموقع الإعلامي لمؤتمر الحوار، وتلك المُعزَّزة بوجهات النظر المختلفة. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك