منذ عقود من الزمن، أي منذ خروج الولاياتالمتحدة من عزلتها الاختيارية، أو انكفائها على نفسها أثناء الحرب العالمية الثانية، وانضمامها إلى الحلفاء ضد دول المحور، وحتى اليوم لم تثبت حسن نواياها وصدقيتها تجاه أي قضية دولية، وهي ومنذ ذلك الوقت تضلل الشعب الأمريكي الذي لم يكن أمامه خلال هذه العقود سوى الإعلام الأمريكي الذي يخدم السياسة الأمريكية العدوانية تجاه الخارج ويثبت في عقل المواطن ما تريده الإدارة الأمريكية من تبرير حروبها في الخارج إنما هي لحماية أمن الشعب الأمريكي واستقراره وهكذا اليوم الذي بدأ فيه الشعب الأمريكي بالعالم يعرف ويستمع إلى الآخرين عبر الفضائيات ويدرك أن إدارته وإعلامها ضللته وزيفت ولفقت عليه الكثير بل كل ما تنقله عن العالم، وتصور له أن العالم غير الأمريكي متوحش وعدواني ويهدد أمن المواطن الأمريكي وأن العصابات الصهيونية حمل وديع يقع وسط شعوب متوحشة هم العرب والمسلمون الذين يريدون إبادة هذا الكيان المسكين!! وكل ذلك لكي تظهر لشعب الولاياتالمتحدة أنها تدافع عن الظلم الذي ينال الصهاينة منه، وذلك كمهمة إنسانية للشعب المتحضر الوحيد في هذا المكان العربي الإسلامي. إن الإدارة الأمريكية ترى العالم كله، وتدعوه إلى العزوف عن السعي للحصول على أسلحة الدمار الشامل.. فالإدارة الأمريكية كل عدائيتها لكوريا الشمالية بحجة سعيها على السلاح النووي، وتهديد جارتها الجنوبية، وهي تقف موقفاً عدائياً من إيران لامتلاكها مفاعلات نووية، وهي اليوم تحاول إقناع العالم والشعب الأمريكي لشن عدوان عسكري ضد سورية لأنها استخدمت أسلحة كيماوية في الغوطة الشرقية في دمشق، وهي التي ضربت بغارات جوية مصانع الدواء بحجة أنها مصانع سلاح كيماوي ..بينما الكيان الصهيوني يملك مفاعلاً نووياً، ويمتلك أسلحة نووية ومع ذلك تغض الطرف عنه، وتغمض عينيها عنه، أكثر من ذلك أن مفاعل ديمونة الصهيوني أنشىء بمساعدة أمريكية وهو خارج الرقابة الدولية، فالصهاينة حتى الآن لم يوقعوا على اتفاقية تجريم الأسلحة النووية.. ومع ذلك تقيم الدنيا ولم تقعدها حول المفاعلات النووية في كوريا الشمالية وكذلك في إيران، واليوم حول السلاح الكيماوي في سورية...الإدارة الأمريكية رأت هؤلاء جميعاً وتمارس ضدهم سياسات عدوانية، وتهددهم بعدوان عسكري وتغمض عينيها عن الصهاينة ومفاعلهم النووي المستخدم لإنتاج اليورانيوم لصناعة الأسلحة النووية. هذه السياسية الأمريكية العدوانية بدأ الشعب الأمريكي يكتشفها، لأن الفضائيات مكنته من الاستماع للآخرين، ويدرك مدى السياسة الأمريكية الخاطئة ويعارضها ،ومع تنامي ذلك سيصل شعب أمريكا إلى القيام بربيع أمريكي يحرره من إدارة كاذبة ولا تمثله. رابط المقال على الفيس بوك