لا أخبار مفرحة في هذي البلاد،هذه حقيقة تكون طموحاتنا كبيرة فتقزمها النتائج والواقع السياسي ونعيد التبرير من جديد للبدايات. منذ خمسين عاما، ونحن في البدايات.. فيما يخبرك العالم أن بدايات دول تؤثر في العالم اليوم كان قبل 20 سنة. ونحن لا نريد قيادة العالم بل نريد رؤية العيش في بلد بشوارع نظيفة بصحة جيدة وتعليم جيد وأمن وكهرباء لا تنطفئ. لا يحتاج خصومنا “المعروفون” لصرف الملايين ولتأسيس جبهات إعلامية من صحف وقنوات ليجعلونا نشعر بالإحباط وبأنه لا فائدة من كل شيء، فقط يقومون بإغراق اليمن في الظلام تتسبب فيه رصاصة من بندق قاطع طريق ليس لديه ما يخسره، لتحوَّل أفكارنا عن الأمل في التغيير إلى قناعات لليأس من حدوثه. التشاؤم اليوم، ليس شرا محضا ونحن مدعوون لكل ما من شأنه أن يجعلنا نراجع أنفسنا وأفعالنا... في الثورة تقدمنا بخطوات سريعا وفجأة نهرول عائدين إلى الوراء لأنه الجني الذي نعرفه خير من الأمام الإنسي الذي لا نعرفه نجهله ونخاف منه. كل ما تعتقد أنه تحقق إلى اليوم من خطوات لن تتحول إلى تغيير يحس به الناس إلا إذا كانت ضمن مشروع كبير، لا يشبه إدارة الشئون اليومية للبلد وحتى هذا لم ننجح فيه. إننا نتفقد للنخبة التي تحمل ذلك المشروع الذي لطالما حلمنا به بأن نعيش في حالة مستقرة في ظل دولة تفهم احتياجات شعبها وتعمل من أجل كرامته وحريته. كل ما يحدث اليوم يصبح عنفا مكبوتا، يصبر الناس على ضيق حياتهم يتحول القلق إلى أمراض وإلى مجازفات بالهجرة للهروب من الوطن وكل هذا يهدد بالانفجار في أي لحظة. الدولة لم تحقق للمواطن أقل الحقوق ولم تسع إلى التغيير فيما هو متاح ، فنعود إلى ما قبل الحلم والطموح لكن ردات الفعل قد تكون أكبر هذه المرة. هل نحن فعلا نعرف ماذا نريد ؟ أين تكمن مشكلتنا ؟ وهل يعرف الساسة ماذا يريدون ؟ وهل سألوا أنفسهم مثل هذه الأسئلة من قبل ؟ وحتى نجد إجابات للأسئلة على الأقل جوّدوا حياتنا اليومية قليلا.. أحدثوا تغييرا في الخدمات التي تمس حياتنا بشكل يومي. أعيدوا ترميم مستشفى عام في المدن نظموا العمل فيه، جودوا التعليم الابتدائي، أمِّنوا مدينة واحدة ونظفوها، اضمنوا لمدينة واحدة ألا تنطفئ فيها الكهرباء. افعلوا شيئا بربكم، بدل كل هذا العجز وهذا الادِّعاء. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك