بمراجعة سريعة لسياسات المحافظين الجمهوريين في الولاياتالمتحدة خلال العقود الثلاثة الماضية، ستنتصب أمامنا عناوين فاجعة، أولها حربا العراق وافغانستان، وعلى الدرب حملة “إعادة الأمل” الفاشلة في الصومال، وفي القلب من كل ذلك الفشل في تحريك دولاب التسوية السلمية في الشرق الأوسط بسبب الانحياز السافر إلى اسرائيل؛ حتى إن الولاياتالمتحدة انفردت أكثر من مرة بالتصويت ضد القضية الفلسطينية ومعها دويلة “ميكرونيزا” غير المعروفة في كل العالم. وبعدها مباشرة جاءت أحداث سبتمبر الإجرامية لتفتح الباب أمام متوالية السياسات الأربع الكبرى للجمهوريين الجدد، وهي إعادة برنامج حرب النجوم الريغاني تحت مُسمَّى «الشرق الأوسط الجديد والمبادأة الاستراتيجية» وثانيها الحرب العالمية المفتوحة ضد الإرهاب المُعلَّب الذي مازال يتغذَّى من الغُرف السريَّة لصانعي الفوضى غير الخلاقة، وثالثها انكشاف الملايين من فقراء الداخل الأمريكي على جنون الحرية المالية، وتقليص نفقات الدعم للولايات محدودة الدخل، وإجبار ميزانيات تلك الولايات على الإبحار في سماء الاقتصاد المالي المجرّد، وصولاً إلى الانكشاف المرعب في ديون الرهون العقارية التريليونية، وأخيراً وليس آخر التبنِّي المريب للإسلام السياسي في المنطقة العربية، والموقف الضبابي الغامض تجاه مجريات الأمور في الساحة العربية. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك