لا يصل المرء لقرار الخلاص من الحياة وزينتها ومتاعها إلا حين بلوغه ذروة اليأس من أيّ استشرافٍ حقيقيّ لمستقبله .. ولو لخطوةٍ واحدة . شعرتُ بحزنٍ كبير وخيبة صادمة من الإحصائية التي تحدثت عن إحدى وثلاثين حالة انتحار وقعت في اليمن لشهر سبتمبر الماضي .. فقط . شهرٌ واحد يا الله صعدت إليك أرواح اولئك .. ووحدك الأعلم بما لهم وما عليهم .. لكننا ندركُ جيداً تلك الحسرة الباقية المشتعلة في نفوس وقلوب أهاليهم وأحبابهم . فما الذي يدفع أطفالاً ويافعين للانتحار؟ إذ إنّ غالبيّة الإحصائية تقول إنّ هاتين الشريحتين هما الأكثر بؤساً وشقاءً في عملية الفرار إلى الخلاص والنهايات الموحشة . لا شأن لي الآن بالأسباب الحقيقية التي دفعتهم لذلك .. لكنني على يقينٍ أنهم لو كانوا شعروا بوجودهم وانخراطهم بمن حولهم وبمجتمعهم ذلك الانخراط الإيجابيّ .. وتوفرت لهم سبل العيش الكريم لما أقدموا على فعلتهم الشنيعة . فهل ستقف الحكومة والجهات المختصّة والمجتمعات والأهالي مكتوفي الأيدي أمام هذه الفواجع الفادحة دون حلول حقيقية وعمليّة وناجحة للحيلولة دون وقوع المزيد من هذه الكوارث الإنسانية ..! أم ستصعقنا الإحصائيات القادمة بما هو أبشع وأنكى ؟ اللهم رفقاً بعبادك. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك