الكثير يلهث خلف كل شيء.. والقليل يصبو إلى الشيء.. وبين الشيء وكل شيء تضيع الأماني وتنبت الآمال. الشيء رغم تواضعه إلا أنه خير وبركة ووصول آمن وقناعة وارفة تُظلل الحياة رغم تعبها.. ويمنح القلب صبوة الخلاص من شرور القلق ومتاهة الرؤية وتخبّط العقل والانخراط في صفّ اليأس والذعر من الحياة. بينما كلّ شيء هو الوجل المستشري في كل خطوة حياة.. والخيبة المُسبقة من دائرة الوصول.. والخوف الدائم من المجهول.. والموت المجانيّ مع كلّ فرحةٍ طارئةٍ مُشتراة بدم القلب وعواصف الروح. فلماذا ننأى وفي الأمل متسّع؟ ولماذا نهلك والنجاة بين عيوننا؟ ولماذا نغتسل بأدران التوهان، بينما الحقيقة أقرب ما يكون؟ أم أننا نعشق الشقاء باعتبار كل تعبٍ تعقبه راحة؟ أم سنظلّ ندور في المعاني دون أن نفقه ما يكفينا من مبنى السلامة والأمان؟!. [email protected]