قد يمكن لأحدهم أن يُفكّر عنك .. ويعمل عنك .. ويدفع عنك شرور الحياة ، لكن بالتأكيد لن يأكل أحد عنك .. أو يشرب عنك رغم بساطة ذلك وسهولته مقارنة بما سبق . الأكل والشراب هو استمرارية الحياة .. وهما الأذان الرئيسيّ للشروع في طقوس العيش وانتمائه للبقاء الطبيعي .. وما لم تسمح بذلك فلن تشفع لك بقيّة الأوراد والالتماسات المتشعّبة لتبقى روحاً مُشعّةً وجسداً نديّاً يواجه صلف الحياة . أليس الأولى لك أن تؤدي زكاة روحك بإعمال عقلك واستنهاض فكرك ؟ ثم ألا يدفعك نماء جسدك وفتوته في العمل على ما يُجدي وإفراغ طاقته فيما يعود بالنفع عليك وعلى من حولك .. بدلاً من الإتكاء على غيرك والسير مغمض العينين إلى مالا إحاطة فيه وعنه ؟!. الحياة مُرهِقة .. لكنها سرعان ما تستجيب لوتيرة الزهو إن تصالحنا معها واتخذناها ركضة أمل وديمومة عطاء طالما نتنفّس فيها صباحات الانتماء ومساءات التفكير السليم الخالي من العبثيّة والشرور المتربصّة بمسيرة البناء .. البناء الحقيقيّ لا إعمارها بالوسائل الكيدية المشبوهة . [email protected] رابط المقال على الفيس بوك