تعثر البعض في الحصول على الثقة التي يريدها من الناس والسبب في ذلك ميله الجارف لإرضاء أصحاب المشاريع الضيقة التي لاتخدم المصلحة الوطنية العليا وخروجه الفاضح بكيل المديح لأبسط الأشياء التي يجعل منها شيئاً كبيراً وحين يقرأ المتابعون ذلك يستهجنون عبث قول الزيف ويسخرون من تلك الأقوال العقيمة ويدركون تمام الإدراك أن القصد من ذلك الانتفاع وليس تحقيق الصالح العام. إن الميل إلى التأمين على تحقق المصالح النفعية الخاصة مؤشر واضح على الانتهازية وعدم الاكتراث بمستقبل الأجيال القادمة, الأمر الذي يؤكد أن استخدام الشعارات كان مجرد وسيلة لتحقيق غاية خاصة لاصلة لها بمصالح البلاد والعباد, وكان أحرار اليمن قد أدركوا ذلك منذ وقت طويل وحذروا من الانجرار خلف تلك الدعوات الشيطانية, غير أن البعض من الذين سلموا عقولهم لغيرهم لم يستردوا عقولهم إلا بعد أن حدث الدمار الشامل, والأكثر من ذلك أن البعض مازال غير قادر على استرداد عقله من أجل أن يتفكر ويتأمل في الآثار الكارثية التي خلفها التنازل عن العقل. إن المشهد الكلي للحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية على أرض الواقع في اليمن يدعو إلى الرثاء ويبعث الحزن والألم وينكئ الجراح ويدمي القلوب, لأن الفتن طوقت اليمن من كل جانب والانهيار خيم على الرقعة الجغرافية للجمهورية اليمنية, ومع كل ذلك نجد من يغرد في الوهم ويحول الفواجع والكوارث التي حدثت إلى جنان معلقة في عقله الذي لايمتلكه, وذاكرته التي لاتقول إلا ماأملي عليها دون إدراك لواقع الحياة وفواجعها المخيفة التي جعلت من عناصر الفساد قوة للمزيد من الإفساد وتدمير قيم الدين وثوابت الوطن والعلاقات الانسانية. إن المطلوب اليوم هو التعامل بجدية مع الواقع وكيفية معالجة الآثار الكارثية لما حدث ونزع فتيل الفتن وعدم صب الزيت على النار وقول الحقيقة مهما كانت مرة من أجل تجنيب البلاد والعباد مطامع تجار الحروب وصناع الأزمات وأصحاب المشاريع الضيقة, والانطلاق صوب صناعة المستقبل وتأمين الأجيال القادمة وضمان استكمال بناء يمن خال من سيطرة أصحاب المشاريع الخاصة والتحرر من كوابح العقول والخروج من الجمود الفكري لكي يسهم الجميع في بناء مستقبل اليمن الواحد والموحد بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك