حرص العالم على سرعة إنجاز الحوار الوطني مع الالتزام الصارم بالمبادرة الخليجية لم يأت من فراغ, ولكنه جاء من مصلحة مشتركة لليمن والعالم بسبب الموقع الجغرافي الاستراتيجي للجمهورية اليمنية الذي ينبغي أن يحسن أبناء استثماره بما يحقق النفع العام للناس كافة, حيث أدرك العالم أن غياب الدولة وتدمير مؤسساتها بكل مكوناتها سيؤدي إلى المزيد من الاحتراب الذي يقود إلى تعطيل العالم, لأن الدولة بكل مكوناتها الأمنية والدفاعية هي القادر الوحيد على فرض هيبة وسلطان الدستور والقانون الذي يمنع تجار الحروب وصناع الفتن من تحويل اليمن بؤرة لإقلاق الأمن الدولي ومأوى للإرهاب. للأسف العالم بأسره يدرك هذه الحقيقة التي تحاول قوى الدمار والإرهاب أن تجعل اليمن موطناً وبيئة خصبة للفجور والإرهاب الذي يقضي على مصالح العالم ويدمر إنسان اليمن ويقضي على حضارته وانسانيته ويمنع أبناءه من القيام بدورهم التاريخي في صنع الحضارة الإنسانية, ولذلك أظهر العالم حرصه المطلق على وحده الأرض والانسان والدولة في اليمن ومنع الإرهاب والاتجاه صوب بناء وإعمار اليمن غير أن القوى النفعية لاتريد من مؤتمر الحوار الوطني الحوار مخرجات تحقق تجميع عناصر القوة القومية للجمهورية واستكمال بناء الدولة اليمنية الحديثة دولة النظام والقانون الذي يفرض هيبة وسلطان الدستور على كل المكونات الجغرافية والبشرية لليمن الواحد والموحد, هناك قوى أجنبية تكن عداءً سافراً عبر التاريخ لليمن تقف خلف تلك القوى, لأن من مصلحتها أن يظل اليمن ممزقاً ومدمراً ولاتقوم له قائمة فاستغلت تجار الحروب ومافيا التهريب وأصحاب الادعاءات بالأفضلية والخيالات الوهمية وجعلت منهم أدواتها لتدمير اليمن. إن على الأحرار والشرفاء أن يدركوا بأن وحدة اليمن وأمنه واستقراره هو البوابة الأساس لنيل احترام العالم لإنسان اليمن, وأن التفريط في مقومات القوة القومية للجمهورية اليمنية تفريط في كرامة انسان اليمن وآدميته, ولذلك ينبغي أن يدرك الجميع أن استمرار الأزمة والتمديد للفساد وفق رؤية قوى المصالح الخاصة إهانة للشعب والتمرد على إرادته الحرة التي حافظت على الشرعية الدستورية وصانت مبدأ التداول السلمي للسلطة الأمر الذي ينبغي معه رفض الالتفاف على مخرجات الحوار والعمل من أجل بناء الدولة اليمنية الواحدة والقادرة بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك