التفكير في الذاتية والأنانية وادعاء الوهم واستحضار خيالات الماضي لايقود إلى بناء الدولة القوية المقتدرة على الاطلاق، لأن للماضي وخيالاته ظروفه الخاصة التي أعطت الفرصة لمراكز معينة فرضت قوتها وهيمنتها على المكونات الصغيرة لما حولها، ولم تكن تلك الهيمنة قائمة على الرضا على الاطلاق، وإنما قبلت بها تلك المكونات الصغيرة على مضض ومرحلياً، ولما تطورت الحياة وزاد عدد المكونات وأصبحت المكونات الصغيرة بمثابة السواد الأعظم من الشعب ظهر الرفض المطلق والهيمنة الجبرية التي كانت تفرضها بالقوة ولم يعد يقبل الناس بها وثاروا عليها عام 62م و1963م وانتزعوا حريتهم في سبتمبر واكتوبر ومكنوا الشعب من امتلاك السلطة وظل الأحرار يناضلون من أجل المشاركة السياسية حتى الثاني والعشرين من مايو1990م وهو اليوم الذي امتلك الشعب فيه زمام أمره. إن التفكير في العودة إلى الماضي قد انتهت ظروفه وأسبابه وينبغي التفكير في وحدة الدولة القوية والمقتدرة والاستفادة المطلقة من كل عناصر القوة القومية للجمهورية اليمنية، وهذا التفكير هو الطريق الأمثل لضمان الحقوق والحريات العامة وتحقيق المصالح الخاصة والعامة للناس كافة والخير العام للإنسانية، ولذلك ندعو الذين مازالوا يستحضرون أوهام الماضي إلى المساهمة الفاعلة في بناء الحاضر والتأسيس لمستقبل أكبر تتحقق فيه المنافع بكل أشكالها التي يعود خيرها على الكافة، وأول هم في هذا الجانب هو بناء الدولة اليمنية القادرة والمقتدرة على فرض هيبتها وسلطانها على كافة المكونات الجغرافية والبشرية للجمهورية اليمنية ليتساوى الناس تحت مظلة الدستور والقانون. إن الشعب اليمني الذي انتزع حريته في عامي 1963،62م وامتلك السلطة ومارسها عملياً في 22مايو1990م لم يعد جاهلاً ولا مغفلاً وقد أتاحت له الثورة اليمنية المباركة سبتمبر وأكتوبر والثاني والعشرون من مايو المجيد الفرصة للتعلم والاستنارة، ولذلك فإن محاولات الاستغفال التي تقود إلى الاستعباد لم تعد ممكنة على الاطلاق، وعلى الذين يمارسون الاستغفال ويستحضرون خيالات وأوهام الماضي أن يكفوا عن هذا الهراء ويمدوا أيديهم إلى أيدي شرفاء وأحرار اليمن من أجل استكمال بناء الدولة اليمنية الواحدة والموحدة بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك