بعد انكفاء مصر على نفسها لعقود من الزمن، وبعد سنين من الزمن وهي تعيش في ركود، ووسن مرعبين، سوى من أدوار سلبية محدودة.. عادت بشعبها لتخرج إلى الواجهة من خلال «ثورات الفيسبوك» «ثورات الربيع العربي» حسب وصف الأمريكان.. ووصول الإخوان إلى السلطة وسقوطهم في ال 30 من يونيو، وال 3 من يوليو، والذي اعتبره المصريون تصحيحاً لمسار الثورة، وعودتها إلى الشعب، لتشكل سلطة جديدة.. يرأسها المستشار عدلي منصور، ويرأس حكومتها التقنية الدكتور حازم الببلاوي.. كسلطة تنفذ خارطة طريق إلى المستقبل بصياغة دستور جديد، والإعداد لانتخابات برلمانية، ورئاسية تقود مصر نحو المستقبل الذي حلم ويحلم به المواطن المصري، والعودة إلى الطليعة العربية لتؤدي دورها العربي الإسلامي، ودورها الدولي خدمة للأهداف الوطنية، والقومية، والأمن والسلام الدوليين.. لأن مصر، والمصريين، وعبر تجربة بائسة خلت أدركت أن الموضع الجغرافي الاستراتيجي للعرب والمسلمين والعالم لا يسمح أبداً أن تبقى بعيدة، وسلبية تجاه الجوار العربي، والمحيط الإسلامي، والقاري، وعما يجري في العالم فاتخذت القرار لإحياء دورها وطنياً وقومياً، ودولياً.. فحياتها بدون ذلك تكون ميته، ومسلوبة، ووجودها غائباً. إن المتابع للإعلام المصري يشعر أن هناك تحولات وتغييرات وتطورات في الداخل لصالح الشعب.. فالحكومة بدأت بسياسات وإجراءات لتأمين وتوفير الضروريات للشعب، والاتجاه نحو التنمية في شبه جزيرة سيناء، وكذا في منطقة السويس، وفي جنوب مصر، وفي الشمال الغربي من مصر باتجاه مرسي مطروح إضافة إلى مسح المناطق الداخلية على وادي النيل وما تعاني من مشاكل في البنية الأساسية، والتنمية الحضرية، وملامسة مشاكل المواطن المصري عن قرب.. ومواجهتها بحلول ملائمة، ومناسبة. من الاتجاهات المهمة لمصر بعد ال 3 من يوليو.. استجابتها الكبيرة للأشقاء العرب الذين سارعت نفوسهم، وقلوبهم إلى مصر ودعم التحولات التي أطاحت بالإخوان من السلطة، فالعرب بدأوا يعودون لمصر، ومصر تعود لهم خاصة بعد رفض مصر يونيو، ويوليو للتدخلات الأجنبية، وإملاءاتهم، واللامبالاة بنصيحتهم خاصة الولاياتالمتحدة استعادة لسيادة واستقلال مصر، والبدء بتموقعها من جديد على المستوى العربي، والدولي، وبما تملك من قدرات وإمكانات وسكان، وثروات، وقوة، وموقع جغرافي.. فكأن خروجها كخطوة قومية أولى نحو الأشقاء في الجزيرة العربية والأردن، وتصحيح وتصويب موقفها تجاه ما يجري في سورية الشريكة التاريخية لمصر في كل التحولات، والأحداث التي حصلت عبر التاريخ، وتنقية الموقف المصري من السلبيات التي تأثر بها موقفها تجاه القضية العربية الفلسطينية، وهي تمضي في هذا الطريق لاستعادة المكانة والوجود العربي للانتصار للقضايا القومية العادلة. الملحوظ أيضاً أن مصر الجديدة التواصل على المستوى الدولي، وبالقوى المؤثرة خاصة «روسيا» كدولة حليفة، ومازالت مصر تعتمد في أغلب تسليحها عليها، وكدولة تأتي في طليعة بريكس التحالف الدولي الجديد، وذلك لاستعادة التوازن الدولي وتحقيق الأمن والاستقرار الدوليين، وخدمة للأمن الوطني والقومي العربي، مقابل خدمة الأمن القومي لروسيا ودول بريكس.. وهي الزيارات بين مصر وسورية بدأت بزيارة وزير الخارجية، والدفاع الروسيين لمصر في 13، 14 من شهر فبراير على طريق بناء كتلة دولية جديدة تقوم على الندية والمصالح المشتركة قومياً وإنسانياً. رابط المقال على الفيس بوك