في الوقت الذي ينتظر الوطن ويتوجس المواطن من الأحزاب أن تلبي حاجاتهم من الإصلاحات والسعي نحو بناء دولة مدنية شامخة بالنظام ومتوجة بالقانون بتقديم برامج سياسية فعالة تخدم هذا الاحتياج نجد العقليات المُشتراة تصدح بإيدلوجيات مذهبية شكلا ومضمونا لا تمت إلى النهضة بصلة مصطلحاتها جامدة وسلبية ومستوحاة من فكر داحس والغبراء فقط تخدم المتاجرين بها والغريب بأن كل الأحزاب أصبحت تتوجه بشكل مخالف لكل ما من شأنه التغيير نحو الصراع المذهبي والتناحر الطائفي الممنهج قواعده بأفكار غير يمنية لايهمها النتائج المدمرة وذلك الأمر بات واضحا حتى على مستوى الملاسنات الشخصية بين قادة الأحزاب التي أصبحت عنواناً بارزاً يتصدر الصحف اليومية لذا لا عجب من أن يكون الفشل هو الانطباع السائد لدى من يقرأون الواقع بعيون محايدة ويقيمون سذاجة السياسة حين ترتدي شعارات عقائدية أطول من مستوى فهمها فتعيقها عن التحرك بشكل إيجابي وأحيانا تتعثر بها والمشكلة الأخرى أيضا في الطرف الآخر الذي جعل من نفسه الحزب المصطفى الذي يتحدث بالوكالة عن الله في الأرض . قد يقول البعض بأن العقلية التي أكتب بها عقلية علمانية ولكني أقول بعيدة عن التصنيفات واقترابا من الواقع بأن اليمن ليست بحاجة لهؤلاء الرُسل المتناحرين ولكنها بحاجة إلى وطنيين يجسدون المسؤولية ببرامج سياسية تخرج من دائرة الأنانية والمصلحة الحزبية متوجهة إلى ساحة الوطن فالثورة التي قامت وأُجهضت لم تكن غايتها الفعلية إسقاط شخص وإنما الانتصار للوطن باجتثاث منظومة الفساد بتكاتف جميع المكونات والقوى المحلية وليس كما هو الآن حاصل من تناحر وصراعات داخلية فالحلفاء الخارجون متكاتفون والأساس المعول عليه ذلك أصبحوا مجرد أداة تُحركها هذه التحالفات . أفيقوا أيها القادة المُسيرون..!! بقايا حبر : وطني عقيم المنجزات فكيف تنسبون له الأعياد..!! [email protected] رابط المقال على الفيس بوك