التحدي الأكبر الذي يواجه المشاركين في الحوار الوطني الشامل هو مدى قدرة المتحاورين على فهم المؤامرات التي تُحاك ضد وحدة الوطن وأمنه واستقراره وتطوّره وازدهاره، بحيث لايكونون السلّم الذي يمتطيه أعداء الوحدة والديمقراطية ويحققون من خلاله رغبتهم المطلقة والشريرة في إنهاء اليمن من خارطة العلاقات الدولية، وأن يدرك جميع المتحاورين أن الاغراءات التي تقدم لهم في الموفمبيك ماهي إلا مجرد طُعم لاستدراجهم وجعلهم مجرد أدوات وآلات تحرّك وفق رغبات أعداء الوحدة والديمقراطية والحرية والكرامة الذين لايروق لهم رؤية اليمن واحداً موحداً وقادراً ومقتدراً ليسهل عليهم نهب خيراته ومقدراته. إن التحدي الأكبر هو فهم الإصرار على إنهاء مؤسسات الدولة الدستورية واستبدالها بكيان غير شرعي ولايمثل الإرادة الكلية للشعب الذي لم يحقق حتى اللحظة أدنى درجات القبول ناهيك عن أن يصل إلى تحقيق القدر الكافي من الرضا الذي يعزّز الوحدة اليمنية ويجسد المشاركة السياسية ويدعم تقاليد الديمقراطية الشوروية ويقود إلى إجراء الانتخابات العامة المحلية والنيابية والرئاسية التي تمكن الشعب من ممارسة حقه في الاختيار الحر المباشر عبر صناديق الاقتراع. التحدي الأكبر أمام المتحاورين في الموفمبيك هو فهم المعادلة التالية: كولسة+ فدرلة = مؤامرة، لأن فهم هذه المعادلة الشيطانية يقودهم إلى إدراك محاولات انتزاع إرادتهم وإخضاعها لرغبات معينة وفصلها عن الإرادة الكلية للشعب ومحاصرتها بأفكار الوهم والضلال الذي يضيع تاريخ الأحرار منكم ويقضي على نهجكم الوطني وقوة انتمائكم وولائكم، وعليكم أن تدركوا أنكم لاتمثلون الإرادة الشعبية إلا بإخلاصكم لها وتفانيكم من أجلها في سبيل الحفاظ على يمن واحد وموحد ودولة واحدة قادرة ومقتدرة، أما إن قبلتم بإحلالكم محل المؤسسات الدستورية فإنكم قد وقعتم في شرك المؤامرة. إن التحدي الأكبر اليوم أن نقرأ التاريخ ونفهم أحداثه وظواهره السياسية المتعددة ونأخذ منها العظة والعبرة ثم نقرأ الواقع لنتمكن من بناء المستقبل الذي يضمن وحدة وأمن واستقرار وقوة اليمن الواحد الموحد، لأن فهمنا للماضي والحاضر طريقنا الواضح لبناء المستقبل الأكثر إشراقاً وألقاً بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك