لم تكن الإشارة إلى بعض القوى السياسية التي لا تقبل ولا ترغب في الحوار، من باب التوقعات التي يمكن أن تحدث، بل من باب المعرفة الأكيدة التي خبرناها خلال الفترة الماضية منذ بداية الدعوة للحوار في عام 2007م، ولم تكن تلك القوى تجيد الحوار ولا تحترم الالتزام بالمبادئ والقيم الديمقراطية الشوروية التي تفضي إلى الوصول إلى إجراء الانتخابات الديمقراطية عبر صناديق الاقتراع، لأن تلك القوى ترى أنها غير قادرة على إجراء المصالحة مع الشعب بسبب تاريخها غير السوي في الحياة السياسية وممارساتها التي كشفت سوءاتها ومكنونها الرافض لمبدأ التعايش مع الآخرين. إن انتهاج سياسة المماطلة والمراوغة التي تفضي إلى التخلص من الحوار لم يعد اليوم مجدياً، لأن الشعب بات على قدر كبير من المعرفة بتلك القوى الكيدية ويراقب الأحداث ومجريات الحوار خطوة خطوة، كما أن العالم بأسره اليوم يراقب مجريات الحوار ويدرك منهم الذين يتمترسون خلف الأوهام ولا يقبلون بالتعايش السلمي، ولم يعد الذين تعودوا على إيغار الصدور قادرين على التدليس على العقل الإنساني، لأن الحقيقة الواضحة لا يمكن أن تحجبها الشمس، وبات لازماً الوقوف أمام هذه الحالات بجدية وحزم من أجل إنجاز الحوار وإيجاد الحلول العملية والمنصفة لكافة القضايا وليس أمام المتحاورين غير الجدية في طرح القضايا بموضوعية وأمانة وإخلاص، واقتراح الحلول والمعالجات الواقعية بعيداً عن المزايدة والمناكفة. إن الحوار الوطني الشامل هو الباب المفتوح لطرح مختلف القضايا واقتراح المعالجات التي تعزز من قدرة الدولة وفي حدود الإمكانات المتاحة، ولا أعتقد أن هناك مشكلة يصعب حلها، وهنا تجدر الإشارة إلى ضرورة الالتزام بالموضوعية في طرح القضايا بعيداً عن البحث في الماضي أياً كان والتفكير في المستقبل وماذا يمكن تحقيقه لأجيال اليمن؟؟ وأن يكبر الجميع بحجم اليمن الواحد والموحد مصدر قوة اليمنيين وعزتهم من أجل ان تكون مخرجات المؤتمر معززة للوحدة الوطنية ومجسدة للإرادة الكلية للشعب بإذن الله. رابط المقال علي الفيس بوك