ثقافة الشارع في مجتمعنا تختلف كلية عن ثقافة الشعوب الأخرى, الشارع في مجتمعنا بديل للبيت للنادي, هو بمثابة ديوان في البيت للمقيل الناس لا يستحيون من مضغ القات في جلسات منفردة أو جماعية في الشارع بل يجدون في ذلك متعة كبيرة تذكرهم بذوات الأربع التي منها يمضغ القات وبهذا يجدون من يمضغون القات في جلسات في الشوارع أنها ممتعة ومفرحة, تعدى الأمر ذلك ووصل الأمر إلى الحدائق العامة التي يفترض أنهم يذهبون إليها لقضاء فترة من الترفيه والمتعة مع أسرهم خاصة الأطفال ,ولكن تحولت هذه الحدائق إلى مجالس قات, فترى أولياء الأمور الكبار رجالاً ونساء يفترشون أرض الحديقة, يمضغون القات ويدخنون الشيشة والسجاير وهم في حالة نشوة تنسيهم المكان الذي هم فيه. الشارع في مجتمعنا مكان للنوم للذين لامسكن ولا مأوى لهم خاصة من الناس الأشد فقراً الذين يقتطعون أجزاء من جوانب الطرقات الرئيسية ويخيمون فيها كبيت ينامون فيه ويتجمعون حوله لأنه صار الملجأ. الشوارع في بلادنا حمامات مفتوحة لرمي مخلفات القات من نوافذ السيارة من أفواه المخزنين وللبصق من معظم المارة وراكبي السيارات والدراجات العامة, ولرمي مخلفات الناس بشكل عام. والشارع في مجتمعنا مكان للاحتفال بالأعراس والليالي الملاح والرقص والهرج والمرج حتى منتصف الليل. ثقافة الشارع في مجتمعنا تختلف عن أي مجتمع آخر فهو مهم لأنه شريان الحياة لكل الناس, ومهم لبعض الناس لمزاولة حياتهم الطبيعية فيه التي يفترض أن يزاولوها في بيوتهم بين جدران أربعة. بس لأن الدنيا والمعيشة الضنك ضاقت ببعض الناس فلم يجدوا إلا الشارع مصدراً للترفيه والانتعاش والتسلية لهم.. ومجتمع كهذا ينقل يوميا كل عاداته السيئة إلى الشارع ماذا تتوقعون منه أن يكون, غير مصدر مروج لكل ما هو سيء لم نستطع أن نغير من سلوكنا ولم نستطع من خلاله تغيير مجتمعنا إلى ما ننشد معه من مجتمع مدني تسود فيه قيم الإنسانية والمدنية مجتمع يراعي آداب الشارع والطرقات العامة وفق مواطنة تحترم قيم الإنسانية وتكرم إنسانية الإنسان ولا تهدرها في الشوارع والطرقات العامة وفي رؤوس الجبال كما هو الحال مع جبل صبر في تعز الذي تحول إلى مرتع للمخزنين (ماضغي القات). نهتف دوما أننا نريد أن نغير حياتنا نريد أن نكون مثل الشعوب المتقدمة بقيمها وحياتها الإنسانية, نريد أن نكون أناساً وليس بهائم تحركنا غرائزنا وعادات وتقاليد بالية لم نستفد منها في حياتنا, نريد ونحلم في الليل ثم في النهار نعود من جديد نمارس كل السلوكيات السيئة التي اعتدنا على ممارستها يوميا وعندما نجتمع في مقايل القات المفتوحة والمغلقة أحاديثنا موجعة كلها انتقادات ولوم وخطط وبرامج ومشاريع ما أن تنتهي المجالس حتى تذهب كل تلك الأحاديث فقاعات في الهواء .. وطالما أننا مازلنا نتعامل مع الشوارع والطرقات بأنها ملك لنا نمارس فيها أسوأ عاداتنا ,فإننا سنظل نحلم ونحلم ونحلم بتغيير سيصبح ذات يوم كابوسا موجعا مؤلما لن نستطيع الخلاص منه ولو بعد عشرات السنين لأننا زرعنا سلوكياتنا السيئة وممارستها في عقولنا وفكر أبنائنا منذ الصغر الذين أصبحوا لا يرون في مثل هذه السلوكيات أنها سيئة بل عادات مكتسبة مثلما يفرح الطفل الرضيع عندما تلبس أمه أو إحدى النساء اللون الأسود لأنه يعني له في ذهنه الصغير أن اللون الأسود إشارة للخروج من البيت.. ثقافة الشارع في مجتمعنا ثقافة ملكية شخصية لكل واحد منا الحق حسب عرفنا أن يفعل فيه ما يشاء وفي الوقت الذي يريد لايهم أن الشارع منفعة عامة للجميع تراعى فيه آداب ومصالح الناس والبيئة المهم كل واحد منا حر فيما يفعل وهذا ما يجعل الشوارع والطرقات مشكلة كبيرة للناس للبيئة لرجل المرور للحياة برمتها التي تبدأ من الشارع للبيت لمقر العمل للسوق وتنتهي وراء أبواب أربعة مقفلة على عقول مقفلة.. كلمات: أمشي في الطرقات أزاحم الأشياء في طريقي حتى الناس الجالسين في الطرقات أزاحمهم حتى أتابع طريقي امشي في هذا الشارع وذاك التفت يمنة ويسار أرى الوجع والآلام ووجوه مفرغة من الحياة واحلم وأحلم بشارع نظيف خال من أوراق القات من بصاق المارة من وجع الأيام...... رابط المقال على الفيس بوك