إذا تيقن الشعب اليمني أن مسار التسوية قد خرج عن طريقه , وأن الحوار الوطني لن يبلغ نهايته الموعودة والواعدة بالخروج من دوامة الأزمة , أقول اذا بلغ اليمنيون هذه المرحلة في رؤيتهم للواقع وظنونهم حوله , فإن الإنهيار سيكون حتماً مقضياً بالوقائع دون الحاجة الى إعلان أو انذار. وأمام الحوار مهمة الخلاص : التوافق على حل عادل للقضية الجنوبية يتضمن رؤية واقعية لعملية اعادة بناء الدولة على أسس وطنية تستعيد الشراكة الكاملة بين شريكي التوحيد , وهذه هي الأزمة وهي في ذات الوقت المخرج المقبول منها لمن أراد أن يخرج من ماضيه الى حاضر ممكن ومستقبل متاح . الذين يتحججون بالوحدة لإعاقة الحل العادل للقضية الجنوبية يصرون على تدمير ما تبقى من هذه الوحدة في الواقع وبين الناس , لأنهم في الواقع يتسترون بالوحدة للاحتفاظ بكل مصالحهم الخاصة التي حققوها من خلال عملهم على تدمير دولة الوحدة وإلغاء ما قامت عليه من شراكة وطنية ومشاركة سياسية. لن نطيل كثيراً في بيان ما سبق قوله، ولكني أؤكد هنا أن الواقع لن يتحمل ما يجري فيه من مناورات, ومايجري عليه من مقايضات، وما يدور حوله من مؤامرات، فكل مناحي الحياة بكل مالها من شئون عامة وخاصة، وما بها من أمور معروفة أو مجهولة، تدفع المواطنين دفعاً إلى فقدان الأمل بالحل، والثقة بالدولة والاعتماد على سلطة الحكم والتوجه إلى الذات وما تقدر على الاستعانة به من قوة خاصة للبقية والدفاع، هنا ستنهار اليمن ولن تبقى بها وحدة أو على أرضها دولة. لا أقول هذا تشاؤماً ولا اعبر به عن إحباط، أو أريد به خلق اليأس والقنوط من نجاح متاح وحل ممكن، ولكني أريد به أن أدق جرس الخطر الداهم المحدق بنا من كل الجهات ليسمعني الشعب كل الشعب وأنا أدعوه للتحرك العاجل والحاسم لإنقاذ نفسه وحماية وجوده وتقرير مصيره بكل إرادة واعية، وقوة قادرة على إحباط التآمر ومواجهة الأخطار بجسارة واقتدار. على مؤتمر الحوار أن يختتم أعماله بسرعة وأن يقرر بوضوح الحل العادل للقضية الجنوبية، والطريق الآمن إلى عملية بناء الدولة الوطنية الديمقراطية وإلا فإن الفوضى لن تترك لنا أي فرصة للمناورة والبقاء، وعلى قوى التآمر الخفي والظاهر، أن تدرك أن الشعب يراقب بوعي واستعداد ما تقوم به من بغي وإجرام وعليها أن تترقب صيحته الغاضية والقادمة قريبا معلنة قيامتنا الكاملة . [email protected] رابط المقال على الفيس بوك