في الولاياتالمتحدة تتشكل جبهة مناهضة لهجمات طائرات من دون طيار في اليمن، كما هي في باكستان لمردودها العكسي وتسببها في تفشي التطرف وزيادة التعاطف معه. وسقوط المدنيين الأبرياء، وتعتقد المنظمات هناك بفقدان ضربات الطائرات بدون طيار جدواها في الحد من تنامي نشاط الجماعات الإرهابية. أعرف حاجة اليمن كدولة هشة أمنياً إلى معاونة في ضرب بؤر الإرهاب التي تتمدد، لكن الاعتماد الكلي على المساعدات الخارجية دون تبني خيارات خاصة بنا مزَمَّنة لإنهاء الضرر الذي يعود علينا من هذا التعاون يصل إلى الاستقلال التام. في ظل الانفلات الأمني وأخطاء المعالجات، تتحرك تلك التنظيمات بحرية أكبر وتجد فرصة أكبر بتنفيذ عملياتها، وفي تجنيد أعضاء جدد من المناطق الفقيرة والفتيان في المدن وفي الريف لتنفيذ أهداف مشبوهة تكبر لمقتل الناس، وتتلذذ بمشاهد الجثث والدماء. المعالجات تحتاج لاستراتيجية واضحة بإمكانيات كبيرة، تبدأ وتتزامن بمحاربة الفكر وتجفيف منابعه المتطرفة، إلى البحث عن المعلومة الدقيقة، ثم العمل الوقائي. لكن حتى الأشياء البسيطة في هذه المواجهة لم ننتبه لها، فقط لو فتشنا على محلات الإنترنت التي يرتادها الشباب ويقضون مئات الآلاف من الساعات لوجدنا فكر القاعدة وعملياتها وفيديوهات صدى الملاحم، ربما دون أن يعرف ملاكها، في أجهزة الكمبيوتر جنبا إلى جنب مع أفلام هوليود وأغاني نانسي عجرم وغيرها، ليس الأمر عبثياً فالقاعدة تحارب في كل مكان وبكل شيء. وراء الباب “أمريكا” هتف الشاعر الفلسطيني محمود درويش ذات مرة، الدولة العظمى التي تتحكم باقتدار بمصير العالم بمظهر حسن وآخر قبيح، ونحن معها في شراكة في الحرب ضد الإرهاب، لكن الشراكة العمياء تتحول إلى تبعية مهينة، الاعتماد المطلق على الآخر يجعلنا مسلوبي الإرادة لا نمتلك قرارا واحدا في لعبة كبيرة نحن ساحتها وبيادقها. آخر لعبة تكررها أمريكا، هو إدراج رئيس حزب الرشاد السلفي عبد الوهاب الحميقاني ضمن قائمة “داعمي الإرهاب”، دون مقدمات أو توضيح. لعبة خطرة، تدفع بها أمريكا حزباً “سلفياً” سياسياً كان سابقاً كافراً بالأحزاب والسياسية، باتجاه الإرهاب، على طريقة “جعلوني مجرما”، أمريكا بارعة في صناعة الأعداء لتحقيق سياساتها، وبالعودة إلى تقارير الصحافة الأمريكية سنقرأ كيف أن عددا من المتهمين بالإرهاب آخرهم أنور العولقي لم يكن سوى ضحية لاستراتيجية صناعة الأعداء الأمريكية. على حزب الرشاد أن يأخذ هذا بعين الاعتبار، والاهتمام أكثر بإقناع الداخل أولا بزيف تلك الادعاءات. هذا الاستهداف الأمريكي وسام على صدر الحزب وصاحبه، فلا أحد يصدق أمريكا، ودلالة على أهمية الحزب، وهذا التعاطف الوطني العام مع رئيسه السلفي يجب أن يدفعهم إلى الاستمرار في العمل السياسي المدني، وإلى مواجهة الاتهامات الأمريكية بطريقة قانونية وبنفس أدواتها وخطابها. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك