«انتهينا وعادنا إلا ابتدينا، وما علينا يا حبيبي، ما علينا، من كلام الناس إحنا ما علينا».. «ولو حكينا يا حبيبي نبتدي منين الحكاية، من مؤتمر الحوار أو من المبادرة الخليجية»..؟! «إنّي خيّرتك فاختاري، ما بين الموت على صدري، أو بين مخرجات مؤتمر الحوار..». هذه مجموعة أغانٍ أنصحكم بسماعها في هذه الفترة الحرجة من تاريخ الوحدة اليمنية خاصة ومن تاريخ اليمن بشكل عام، وفائدة كثرة الاستماع إلى الأغاني في هذا الوضع المرتّب له جيداً. أنها تجعلنا نستجر الذكريات كما تستجر الحيوانات المستجرة غذاءها من معدها المتعفّنة. والله نحن شعب خصّنا الله بسياسيين لديهم استعداد أن يبيعوا وطنهم مقابل وجبة غداء دسمة ومتنوّعة في فندق الموفنبيك، فما بالكم لو كانت وجبات امتدت إلى ما يقارب العام، إلى جانب بدل خيانة وبدل بيع ضمير وبدل استخفاف بإرادة شعب ووطن خيرة شبابه استشهدوا من أجله..؟!. هم ضد الانفصال ظاهراً؛ ولكنهم ضد الوحدة ومع الإقليمين والأربعة والستة، لا يهم، فلو قسّمت اليمن إلى إقليمين لا يهم بعد ذلك تقسيمها حتى إلى عشرة أقاليم؛ هي في النتيجة مقسّمة مقسّمة «ولا يضير خلس الشاة بعد ذبحها». حين فرحنا بمؤتمر الحوار كنّا نتشبّه بالمثل الشعبي: «رزق الهبل على المجانين العميان» سلّمناهم حق تقرير مصيرنا ومصير البلد وحق الدفاع عن أحلام الشهداء، لم نكن نصدّق ذلك الصوت الآتي من مكان قصي في حدسنا أن هؤلاء لا هدف لهم سوى مصالحهم الشخصية «مال- شهرة – سفريات – إعلام - فنادق سبعة نجوم - نسكافيه مثلاً» وتقسيم وطن بطريقة دبلوماسية وكلام فيه صيرورة وديمومة وألفاظ معصودة مثل وجوههم حتى نتوه نحن البسطاء. ماذا تعني صيرورة الوطن وطنين، وديمومة الوحدة مستحيلة، لأنهم باعوا الوطن بثمن بخس، وتسلّموا قيمة شتات أبنائه وثمن تقسيم وطنهم إلى فتات حتى لا تختنق النسور وهي تلتهمه، من قبل وزعت أراضيه وكأنها ملك شخصي متوارث من الجد السابع عشر، وكمّمت أفواه أناس، تسألون: لماذا..؟!. واليوم وفي ظل مؤتمر حوار «وطني» ألا نستحق كشعب تحوّل صبره إلى بلادة، وتسامحه إلى مهانة، والتماس الأعذار إلى غباء، ألا نستحق أن نعيش في وطن موحّد، حتى لو كان هذا الوطن ملغوماً بالمتسوّلين، ملغوماً بالعاطلين، ملغوماً بالخوف، ملغوماً بالفاسدين، ملغوماً ب «565 متحاوراً» خرجوا من مؤتمرهم برصيد لا مفزع في البنوك..؟!. فقط رفقاً بوطني، بوطنكم، بوطنهم، رفقاً بنا بهم، نستحق وطناً موحّداً إنساناً ومشاعر كما وحّدناه أرضاً وحدوداً ومؤسسات ووزارات وثروات، الأقاليم هي معنى مرادف وعلى استحياء ل«الانفصال». ربما تضرّر الآباء في الجنوب بسبب فاسدين وبساطين ومبتزين وخونة تضرّر منهم الآباء في الشمال، ولكن هذا لا يعني أن ننتقم منهم بتشتيت أطفالنا وتقسيم مستقبلهم وترويع حاضرهم، الانتقام يأتي من الفاسد بالوقوف ضده وأخذ الحق منه، لا بتقسيم البلاد إلى «إقليمين». أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم، ونعوذ بالله من لعنة الإقليمين والأقاليم ما ظهر منها وما بطن. الفاااااتحة بنيّة تدمير المتحاورين والخسف بهم..!!. رابط المقال على الفيس بوك