توقعات، أو مؤشرات تدل على أن الوضع المالي في العالم الرأسمالي الغربي مازال يقع تحت الخطر منذ الأزمة المالية التي ضربت النظام في أواخر عام 2008م.. تلك الأزمة المالية التي عولجت بالمهدئات والمسكنات، ولم يحاول الرأسماليون الاقتراب من جذور المشكلة التي تقع في جسد النظام الرأسمالي نفسه حسب مفكرين رأسماليين، ومنهم الاقتصادي الكبير والمنظر الذي صاغ النظام حيث أشار إلى ضرورة مراجعة النظام، وإحداث إصلاحات جوهرية فيه، وأن المواجهات المسكنة والمهدئة لا يمكن أن تكون علاجاً يشفي الرأسمالية من مرضها الذي يشبه الأورام الخبيثة.. التي إذا ظلت تواجه، وتعالج بالمسكنات، والمهدئات فإنها في النهاية تقتل المريض. الأزمة كمرض تعاني منه الرأسمالية، لكنه مرض مزمن تتعايش معه الرأسمالية منذ الكساد الكبير قبل منتصف القرن الماضي.. لكنه.. أي النظام الرأسمالي بدلاً من أن يتحول من سياساته الإمبريالية القائمة والهادفة إلى الهيمنة والسيطرة على العالم ظل على تلك السياسة تلبية لرغبات وأطماع الحقن الرأسمالية، بدلاً من السعي إلى إقامة اقتصاد عالمي يقوم على الشراكة والتعاون والتكامل الدولي إنتاجياً، ومالياً، بحيث يتحرر الاقتصاد الرأسمالي من النزعة الاحتكارية، والاستغلالية، والمضاربات المالية فيما يسمى بالبورصات، وربط الاقتصاد العالمي بعملة واحدة.. كعملة دولية بحكم أن هذه العملة هي عملة الدولة الأولى في العالم إنتاجاً، وهو ما عرض العالم الرأسمالي كله للأزمات، ولولا الإجراءات التي تتخذها الدول ذات الاحتياطيات الكبيرة من العملة الدولية “الدولار” حماية لاحتياطياتها لتهاوت الرأسمالية، وهو توقع مازال قائماً. وتعالوا معي لترو أن الدولة العظمى، وزعيمة الرأسماليةالولاياتالمتحدةالأمريكية ذات الاقتصاد والإنتاج الأول في العالم وسوف تجدون أنها تعاني من حجم الدين.. فمديونيتها وصلت إلى سبعة عشر ترليون، وثلاثمائة وثمانين مليار دولار.. وهذا يدلل على أن الرأسمالية تعاني من فساد عظيم، وصرفيات هائلة تفوق دخلها لتغطية سياساتها العدوانية والتآمرية الاستخبارية تجاه شعوب العالم، وتصوروا أن الدولة هذه الأولى اقتصادياً في العالم عومت عملتها، وصارت لتغطية احتياجاتها وموازناتها المالية تطبع الدولار بدون أي تغطية، بل ويطلب رئيسها أوباما من الكنجرس في هذا العام 2013م رفع سقف الدين.. اليس وضع مثل هذا يضع رأس النظام الرأسمالي على حافة الهاوية؟!! في المقابل نرى أن الصين في الجانب الآخر من العالم وهي تحقق أعلى نمو اقتصادي في العالم سنوياً.. ويبلغ احتياطيها من الدولار ثلاثة ترليون وستمائة وخمسة وستين مليار دولار، وبعدها اليابان ترليون وثلاثمائة مليار دولار، ثم السعودية 683 مليار دولار.. ثم روسيا نصف ترليون دولار.. وهذه الدول تعمل على إيجاد سلة دولية للعملة، تتعدد فيها العملات الدولية، وصارت تسعى إلى تبادلات مع دول أخرى بعملاتها المحلية، والتحرر من احتكار الدولار منفرداً للعملة الدولية لكن بالتدريج حتى تكون خسائرها من احتياطياتها بالدولار قليلة بقدر الإمكان لكن على حساب قائدة النظام الرأسماليالولاياتالمتحدة. مثل هذه الأحوال يقول خبراء أنها ستؤدي إلى هجمة تسونامي مالي جديد يضرب النظام الرأسمالي في نهاية الربع الأول من 2014م.. ونحن ليس ببعيد.. وسننتظر.