نريد وطناً نتنفسه كي يعيش بنا .. فهل يسمح العملاء لنا بهذا ! لم يعد لنا حق في هذا الوطن ولم تعد لنا فيه غير هوية مجردة من أبسط حقوق العيش والمواطنة ، رصاصات الموت والغدر والاغتيال تترصدنا بعناية . لقد أصبحت فزاعات الموت ، التشطير ، الاغتيال ، الخوف بل الرعب ، تسكن فينا كالهواء ، وهم هناك يجتمعون يتناقشون ويحتمون ويتعارضون وبعد ذلك يتخاصمون ويتكاشفون ومن ثم يتفقون ويقتسمون غنائم وطن كسير ومخذول ، ونحن هناك في الناحية الأخرى وخلف جدار هذا الوجود ، كم هو مؤلم أن نجسد معنى العبودية في بلد يصنف بأنه ديمقراطي ، وكم هو مؤلم أن يتحكم قلة من الوصوليين بمصيرنا ونحن قابعون على قراراتهم نتحسسها بعناية علنا نجد فيها شيئاً من الوطنية وشيىء من الولاء وقليل من المصداقية وبضع من العدالة . مازلت أتذكر صوتها في ساحات الاستغلال والاستنفار والاحتكار كلما زدنا شهيد أهتز عرشك ...إلخ ... نعم كلما زدنا شهيد اهتز عرشك صدقت صدقت وصدق المثل صدقك وهو كذوب ؛ فكل يوم شهيد وكل يوم يهتز عرش النظام الأمن الأمان ، الوجود ، المستقبل ، الأكثر ألماً أن تلك الذئاب العاوية صامتة تغرد عويها علها تجد وجوداً آخر وعمراً آخر وكسباً آخر ، مضوا هناك خارج الحدود وظل هذا الشعب بصدوره العارية بأحلامه الضائعة ، بوعودهم الكاذبة ، يحيك من كروشهم المنتفخة فجيعة أخرى وصدمة أخرى ، لم يتركوا لنا شيئاً أخذو كل شيءومضو بجنسيات متسخة عابرة لحدود الولاء والوطنية سراً وعلانية أعلنوا ولاءهم للشيطان الذي يدفع أكثر . شظايا روح هناك صوت خافت شارف على التلاشي هناك وجع مكتظ بدهاليز جراح غائرة وهناك نحيب لم يعد صوته مسموع وهناك شعب مطحون وهناك أنهار من الدماء المسفوحة وهم هناك خلف قصورهم يقررون مصير وطن وشعب لعنة تاريخية ونوح دائم وكان هناك وطن كان ... كان ... كان ... سعيداً ورحل.. وتعملق صناع الفتن.