ما الذي تغيّر في اللحظة الفاصلة بين العامين2013 م و2014م؟ رغم أنها اللحظة الأهم في حياة من يعيشون على الدهشة والمفارقات السمجة المرفهة.. باستثناء أصحاب الأرصدة الماليّة وأجندتها القابلة لانهيار أو الصعود حسب اللحظة وما قبلها وما سيليها من فرحةٍ أو نكبة.. غير أن الشعوب المستضعفة لا شأن لها بتفاصيل احتفالات ليلة رأس السنة، بقدر ما يعني لها الحظ الذي يحمله العام الجديد.. وما يتكوّم بطيّاته من تحقيق آمال.. وأرصدة إنجازات تعود بالفائدة المرجوّة عليهم وعلى أرضهم المتوقدة جفافاً ونكراناً من أغلب ممن يتولون أمرها. العام الذي مضى اكتظّ بالرعب والكوارث والأحداث الجِسام.. وربع ابتسامة.. وتناثرت في طرقاته أشلاء القتلى.. وتكوّم في زواياه أنين الجرحى والثكالى.. وألف وجع. العام الذي مضى أنجبته فواجع الربيع العربيّ.. فطمرت في ترابه طغاةً وأطهاراً.. وأنبتت على بطحائه سُذّجاً وأشراراً.. وتراصّت على جدرانه حكايات لا تموت.. ووصايا لن تمحيها بؤر المتفيدين زهو الشهداء وخيرات الأوطان. أيها العام الجديد.. لن نأمل فيك أكثر مما حلمنا به على أعتاب وصول من سبقك.. ولن نرجو منك أكثر مما سنتذكّره صمتاً تخيب حوله كل مؤامرات الإنسان بالإنسان.. ولعلنا سنصحو يوماً بصباح أيامك على دهشة فرح.. رغم رصيد الخيبات العالق في ثوبك الهزيل. المقال أعلاه كتبته أول العام المنصرم.. ونشره كأن اليوم هو البارحة.. ولاجديد. [email protected]