يجب أن يتخلص اليمنيون من ثقافة مليشيات السلاح وعصابات القتل لاغتصاب الحكم والسيطرة السافلة على السلطة وتفتيت الدولة أو إضعافها وإيجاد عصابات تعتدي على الناس وتعرقل مسيرة الدولة المدنية وسيادة القانون الذي يتساوى فيه الناس ويتخلصون من استعباد بعضهم لبعض. فكرة الدولة هروب من خضوع الإنسان لأخيه الإنسان وجعل الدولة كشخصية معنوية تحكم الجميع باسم القانون الذي يطبق على الصغير والكبير بمعيار واحد وهو الذي يحدد الوطن الكريم والحكم الرشيد والشعب الحر من عدمه، فيخضع الناس هنا للقانون وليس للأشخاص والهيئات وبصورة متساوية. العصر تغير وكل هذه المظاهر المسلحة والمليشيات التي تحاول أن تتمسك بالعنف كوسيلة للحكم والسيطرة لن تجدي وسيرفضها الشعب ويتعامل معها كوباء ومرض طاعون وهي كذلك فعلاً. يجب أن يسعى الجميع ليعيش الجميع اخوة متساوين في ظل دولة العدالة وسيادة القانون. لا مجال لقوة الغلبة الجاهلية فهي تبقى جاهلية حتى لو لبست قميص الإسلام وادعاء الوصاية الإلهية زوراً أو الوطنية أو المدنية . واجب الشعوب العربية أن تكافح ثقافياً وسياسياً للخروج من المأزق التاريخي الذي نعيش فيه بسبب إشكالية الحكم والانتكاسة السياسية الكبرى القائمة على الغلبة والاغتصاب والشوكة والمسمار المذحل، فمنذ القدم ونحن نبتعد عن تعاليم الحرية والمساواة وأسس الحكم الرشيد التي أمرنا بها الإسلام . و بعيداً عن منطق المساواة والعدالة والأخوة الإسلامية تجدنا كعرب إلى اليوم نستجر ثقافة الجاهلية وكل فريق نجده يردد منطق الجاهلية والتمايز الطبقي بوسيلة الغلبة والتعالي مع الجاهلي القديم: إذا بلغ الرضيع لنا فطاماً تخر له الجبابرة ساجدينا ونشرب إن وردنا الماء صفواً ويشرب غيرنا كدراً وطينا يتم هذا بسم الله وباسم الإسلام أحياناً وباسم الوطنية والمدنية أحياناً أخرى وكلها تستقوي بقانون الغلبة والمليشيات المسلحة وهي جاهلية وتخلف وهمجية تتبرأ منها عدالة الإسلام وقيم الوطنية الكريمة و يحب ان تنتهي وتتحول إلى ثقافة مرفوضة اجتماعياً قبل أن ترفض سياسياً...وهي معركة ثقافية وحضارية يجب أن يخوضها الجميع بدون استثناء وإلا سنبقى في عين البوري الملتهب بالنار والتنمباك والشمة ولن نخرج من بوري إلا إلى بوري أشد التهاباً وإحراقاً من سابقيه. [email protected]