تتحول السياسية الى لعبة قذرة حين تتحرك بين الناس مجردة من اطار مرجعي يحدد حركتها بالقيم أو المصالح , والى ميكافيللي يعود تشوه السياسة , المفهوم والممارسة, وما لحق مبدأه القائل بأن الغاية تبرر الوسيلة , من تحريف وانحراف. اللعبة القذرة في بلادنا , تتحرك سياسياً للإشارة الى الاحتيال والخداع , ولكنها في المجال السياسي تصبح كوارث ومآسٍ يتجرعها الشعب في كل دورة يكشف فيها الخداع السياسي عن قذارة الخدعة ومقترفي اثمها سراً وعلانية , خصوصاً عندما تكون اللعبة حياة الناس . في اليمن , يأخذك الخداع الى مراتع وخيمة بالعواقب المترتبة على قذارة اللعبة , عندما يفقد الوطن هويته , ويخسر الدين قيمه , ويضيع الشعب اعرافه وتقاليده , وتردد الالسن ما ليس له معنى في الفعل وبين الناس ' وهناك على طاولات الحوار وفي قاعاته , تبدأ اللعبة القذرة ولا تنتهي . كان مأمولاً , ان يصل الحوار الى خطة عملية تعيد بناء الدولة , وتصمن الحل العادل للقضية الجنوبية بحيث تتضمن عملية إعادة بناء الدولة استعادة الشراكة الوطنية في هذا البناء , من خلال أسس أهمها مبدأ المواطنة , ومحلية السطلة , وديمقراطية النظام , وهي اسس يستدعيها الرشد في الدولة كل دولة واي دولة , بعيداً عن شكلها ولونها وما تتخذه من مسميات الاتحاد او الانفصال . ذهبت بنا اللعبة القذرة الى شعاب ليس فيها الدولة ولا اعادة بنائها , وتحول التقسيم الإداري الى لعبة خداع مرة يخوفنا فيها اللاعبون من لعنة الانفصال إن قام أساس الدولة الاتحادي على اقليمين , ومرة يخوفوننا بإبقاء الامر القائم بالواقع إن نحن ابتعدنا عن الاقليمين الى اقاليم متعددة , وفي كل الاحوال , يخوفوننا بالذي لا نرى لنتصرف عما نراه من غياب الدولة ومن طموحنا الوطني لامتلاكها . وفي الدهاليز تتحكم مراكز القوى والنفوذ بالواقع والآتي , من خلال العصبيات التي حولت الوطن الى مزارع خاصة والشعب الى رعية شيخ , والجيش الى اقطاعيات خاصة , والثروة الى خزائن مخصوصة , وباعت ما تبقى لأسيادها, ولم يسلم من هذا البيع احد حتى الدين . قذارة اللعبة لم تعد تحتمل بعد أن وصلت قذارتها الى حرمة النفس وقدسية الدين , ووصلت بالوطن الى طريق مغلق بالفساد ومنغلق على رهط الإفساد , وعلى الذين يراهنون على تحمل الشعب وصبره على مزيد من قذارة لعبهم أن يفيقوا . [email protected]