يمكن الخلوص إلى أن كل مايحدث الآن من مصادمات بين بيت الأحمر والحوثيين هو بسبب المكر الممنهج الذي طال سبتمبر العظيم ، وحرف الثوار المزيفين لمساره.. فبعد أن تآمر هؤلاء على من دافعوا عن الجمهورية بإخلاص، ليتصالحوا مع بقايا أصحاب النزعات الإمامية ، ها هم بعد 40 عاماً يتقاتلون على زعامة البلد المخروبة جداً ، ومايزال اليمني يبحث عن دولة حقيقية قادرة على تحقيق كرامته ونهضته بدلاً عن سطوة السيد والشيخ .. السطوة التي أعاقت تحقق مشروع سبتمبر العظيم وبناء المواطنة والدولة أصلاً، السطوة البدائية التي جعلت اليمني أكثر من مجرد مغلوب ومستلب. إثر ذلك بإمكاننا القول اليوم: إن الصراع الذي نشب عقب ثورة المواطنة المتساوية والدولة المدنية في 2011 ومايزال مستمراً بصيغه وتمظهراته المختلفة هو نفسه من ناحية جوهرية ومضمونية ذات الصراع الذي اندلع عقب ثورة الجمهورية قبل خمسين عاماً. والحاصل أن آمال الشعب ظلت تكابد من أجل حلم الخلاص والتطور ، إلا أن عقليات العصبة التاريخية المسيطرة في الحكم الإمامة والقبيلة استمرت مضمحلة بالتخلف ومنغلقة على أنانيتها ومفاسدها فقط.. باختصار.. تمثل ثقافة الجانبين ذلك الخلل الخطير على بنية الدولة والمجتمع كما تؤكد الوقائع. [email protected]