شيء مهم جداً في حياتنا العامة، اختلاف آرائنا وتفكيرنا وتصرفاتنا حتى مذاهبنا ومعتقداتنا شيء يثير الفضول، لكن كثيراً من الناس لا تقبل أن يكون الآخرون مختلفين عنهم، خاصة في المذاهب والمعتقدات والأفكار، وقد يؤخذ الاختلاف بينهم على أساس أن أحدهما مصيب والآخر مخطئ لامحالة، وهذا التوجه بالتفكير يحرمه من الاستفادة من معارف ومعلومات هذا الشخص.. حين تتقبل الخلاف بصدر رحب، ستجد الآراء المخالفة لك خفيفة على قلبك، فهناك من سيقول: التسويق علم راسخ لا يتغير، وهناك من سيقول: التسويق علم معتمد على البشر، ولأن البشر لا يتوقفون عن التغير، فهذا العلم متغير مثلهم، فالرأي الأول حصر رأيه على فترة زمنية قصيرة، والآخر نظر إلى فترة زمنية أطول، وكلاهما محق في حدود نظرته. « استوقفتني قصة قصيرة» يُحكى أن طالباً في إحدى المدارس بإحدى المدن كان معجباً بصوت أحد قراء القرآن الكريم بمدرسته، وفوجئ عندما قال له المدرس: إن هذا القارئ صوفي ويريد نشر الأفكار المسمومة في عقول من حوله، بعيداً عن أي شيء آخر، لو كان المعلم مقتنعاً بمبدأ الاختلاف لاستمع لقراءة هذا القارئ وترك اختلافه في المذاهب جانباً». أما عن اختلاف الآراء، فكثير من الأشخاص يتحسسون من أن يجدوا أحداً يخالفهم في آرائهم، ويأخذون هذا الموقف وكأن من يخالفهم عدو لهم، ولكن في الحقيقة إن كل إنسان له آراؤه الخاصة التي كوّن بها شخصيته، فاحترامك لآراء غيرك وتجنبك الدخول في جدالات عقيمة لأجل رأي معين أو فكرة سيكسبانك وبكل تأكيد محبتهم في المقام الأول ويمنحانك معرفة واطلاعاً بآراء تخالفك من حيث التفكير. وأما عن الاختلاف في تصرفاتنا، فتوجد نقاط مهمة كثيرة، لأن الاختلاف في التصرفات ناتج عن اختلاف بيئة النشء، فيجب على كل إنسان قبول مبدأ الاختلاف الذي سيدفعهم إلى زيادة المحبة بينهم وإلى توثيق احترامهم لبعضهم البعض وجعل الحياة بينهم أسهل وأمتع، هذا يعني أن احترامك لاختلافات الآخرين عنك يدفعك دائماً وأبداً إلى تطوير نفسك وكسب ثقة الآخرين بك، ما يجعل دائرة المعرفة لديك أكبر. إن إيمانك بمبدأ الاختلاف يجعلك أكثر مرونة وفاعلية، ويدفع مجتمعك إلى الترابط والتطور في جميع المجالات، لأنني موقن أنك مختلف عني، إذاً سوف أستمع إليك وأتقبل رأيك أياً كان مذهبك وأياً كانت معتقداتك وأياً كانت فكرتك، فالاختلاف هو سنة الحياة. «إن الاختلاف بين العقلاء لابد أن يكون، لكن الخوف من الاختلاف والافتراق». [email protected]