ورد النهدي..شاعرة حضرمية عشقت صنعاء واختارتها سكناً وملاذاً لها منذ سنوات لتكمل مسيرتها الإبداعية والثقافية التي ابتدأتها بإصدار ديوانها الأول «صدى الونّات» في العام 2005م ثم ديوانها الثاني «ثغر وعيون» في العام 2006م. وقبل الأمس رحلت ورد النهدي إلى السماء إثر حادث مروري أليم بجوار أهلها بحضرموت التي ذهبت إليها لحضورعزاء إحدى قريباتها.. ولم تكن تعلم أنها على موعدٍ مع القدر الفاجعة. رحلت الإنسانة ورد النهدي وهي تبحث عن دعم لطباعة ديوانها الثالث الذي كان جاهزاً بين يديها.. وماتت وهي تبحث عن سكنٍ يأويها بعد أن تنقّلت من مكانٍ لآخر في ما يُسمّى بعاصمة الوحدة اليمنية التي اختارتها ورد باحثةً فيها عن ذاتها وكينونة إبداعها وفضّلتها على بلدتها حضرموت وعلى مسقط رأسها مدينة جدة في السعودية.. وجعلت من صنعاء موطناً لأحلامها وقناعتها بالوطن الواحد الذي غدر بآمالها وتركها تعاني الكثير من الهموم والأوجاع التي تُخفيها عن الكثير ممن عرفوا نبلها ومواقفها الأخويّة الصادقة. رحلت الأديبة ورد النهدي وهي تنتظر انتهاء الشهر لاستلام فُتات الدعم من صندوق التراث والتنمية الثقافية الذي كافحت لسنوات وانتظرت الكثير من العمر للموافقة على دعم بسيط من الصندوق تحقق لها منذ شهور قليلة ليعينها على مرارة غربتها عن أهلها بصنعاء واكفهرار حظوظها في الاستقرار والعيش بسلام.. بعد أن عجزت عن الحصول على وظيفة رسميّة تليق بإبداعها رحلت المبدعة ورد النهدي وهي تحلم بيمنٍ يحفظ كرامتها وكرامة مبدعيه.. ويمنحها القليل مما تستحقه وتأمله منه في وضع بائس ومصير مجهول لوطنٍ يأكل أبناءه بأنياب جلاديه من فصائل السياسة التعيسة التي أوصلت البلد إلى الكثير من الكوارث والفواجع التي لا تُحمد عقباها. رحلت الأخت الغالية ورد النهدي وهي تبتسم رغم مرارة حياتها.. ومتفائلة رغم دوّامة اليأس حولها.. وخدومة لكل من يحتاج لموقفها الإيجابيّ رغم خذلان الكثير لها. لا أدري ما أقول عن رحيلها الأليم الذي أفزعني وآلمني بشدّة.. إذ فقدتُها كالخاصّة من أهلها وأحبتها وأصدقائها وكالكثير من محبّي إبداعها ونخوتها وأصالتها الذين سيتذكرون الكثير من ألقها وديمومة عطاء روحها في قلوبهم المكلومة. رحمها الله وأسكنها فسيح جناته.. وألهم أهلها وأحبتها وأصدقاءها الصبر والسلوان.. إنّا لله وإنّا إليه راجعون. [email protected]