كان رسولنا الحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم - حين يُخطئ بعض صحابته يصعد للمنبر ويقول: «ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا»، أو كما ورد في الأثر.. دون التصريح باسم أحد أو فضحه علانية. تلك المرحلة لم تكن تستدعي فضح الفاسدين بالاسم.. وأعتقدُ لأنها كانت مرحلة نزول الوحي ووجود الرسول الأعظم بينهم، ولن يخفى عليه اسم أي فاسد مهما تفنن في نفاقه، لكن الوحي له بالمرصاد. بعدها توالت مراحل الخلفاء من بعده والتابعين وفيها الكثير من الشواهد للتعريض بحوادث معينة أو بأسماء واضحة توالت إما إشادة زهو بأحدهم أو إفادة صدّ بأحدهم؛ لأن هذه المراحل وما يتبعها تستدعي الأخذ على يد الظالم وضوحاً وإشارة، بقدر ما يستدعي بعضها التلميح سياسةً لئلا يقع المكروه قبل وضوح صورة الحدث الذي يستدعي تلك المواجهة أو التحايل عليها بحسب ما ينفع المجتمع. نحن لا نملك وحياً.. ولا ندرك غيب النفوس والأفئدة ومدى تآمرها على مجتمعاتها.. لكننا شهود الله في أرضه، وندرك جيداً من هو المسئول الصالح ومن هو الفاسد.. وعلى من تولّى أمرنا أن يشير بما نفهمه ضد كل من يسعى لخراب الوطن وفساد المجتمع.. أو يصدع بأسماء الفاسدين الذين يدركهم قبل أن نستوعب حماقاتهم.. ويفقه ما يدور في كواليسهم قبل أن نعي حجم ما ينتظرنا من فواجع إن لم يؤخذ على يد صانعيها علانية فسنبوء جميعنا بالخسران . [email protected] رابط المقال على الفيس بوك