أصعب مواقف تمر بها اليمن على الإطلاق. كأن المستقبل الوطني كله على مقربة من فم الغول. ولا ينبغي أن يصم الجميع وعيهم عن أهمية مقاومة الانفلات الحاصل على أكثر من صعيد. من الضروري للعقلنة السياسية أن تكون بوصلة الجميع في المقام الأول، ثم إن التنازلات الموضوعية قيمة هامة للإمساك ببدايات الحل. ولقد مر اليمنيون خلال العامين بمجموعة رهيبة من الأحداث تفاقمت خلالها نوائب الدولة والمجتمع المتدهورين أصلاً، فيما المؤكد أننا ضد إذلال حاضر هذا الشعب المكابد العظيم.. ويجب على كافة القوى التسليم بأهمية تصفية آثار القضايا الوطنية ذات الأولوية. ذلك هو المخرج السليم للنجاة من فم الغول المترصد، أما التبريرات اللامتناهية فستكون طامة على أصحابها من المتعجرفين أصحاب الوطنية الرثة والزائفة.. الوطنية التي انتهزت السلطة لتنمية كروشها وإضمار الالتفاف على المشروع الوطني الجامع. إننا أمام مرحلة أنموذجية كي نكون أو لا نكون، كي نتجاوز كل خراباتنا أو نستمر في الانحطاط الذي لن تغفره لنا الأجيال القادمة. والخلاصة إن الجميع اقترفوا الأخطاء بينما لا مكان اليوم للأخطاء المضاعفة.. غير أننا نخشى أن تكون اللعنة قد حلت لنبقى مكرسين فقط لنهم الغول الذي لا يشبع. [email protected]