لم يعد الوقت متاحاً للمزايدات والمناكفات الحزبية والجاهوية أياً كانت ،لأن أية ممارسات من هذا النوع العبثي قد كشفها الشعب وأدرك مغزاها ومصدرها ،كما أن الإصرار على الفوضى التدميرية التي سلكتها بعض القوى قد بات معبراً عن العدمية والعدوانية ولا يعبر عن الإدراك الواعي لأهمية المرحلة الحاليةبهدف إنجاز مهامها الوطنية الكبرى،وقد أدرك الشعب أن ذلك السلوك العدمي الهمجي ليس إلا وسيلة الفاشلين الذين لايريدون تحمل أمانة المسئولية بسبب افلاسهم، وعدم قدرتهم على امتلاك قرار أنفسهم، وأنهم مجرد مسيرين من الغير ينفذون مايُملى عليهم من ذلك الغير. إن التباكي والشعارات البراقة لم تعد تنطلي على الشعب، لأن الفترة المنصرمة قد كشفت القناع وفضحت النوايا وأظهرت حقائق الأمور بجلاء لايرقى إليه الشك، ولم يعد أمام القوى السياسية المختلفة والمتنافرة إلا أن تؤمن بقدسية الأداء الوطني المخلص الذي ينطلق من الإرادة الشعبية التي صمدت وصبرت على ويلات الأزمة السياسية حفاظاً على وحدة الوطن اليمني الكبير وأمنه واستقراره وسلامة سيادته المطلقة، ومادون ذلك سيكون مرفوضاً من الشعب. إن المرحلة الراهنة تحتاج إلى مفهوم الشراكة الوطنية القائمة على التكاتف والتعاضد وإعلاء شأن التسامح والتصالح، والاتجاه صوب الإنجاز بروح المسئولية الوطنية، والكف عن اختلاق الذرائع والمعوقات، وبالمقابل فإن على جميع القوى الخيرة إنجاز المهام، لأن الوقت الذي مضى كان كافياً لاختبار النوايا وقد بات لازماً اتخاذ الإجراءات العملية لمعالجة الاختلالات ولو تطلّب الأمر إجراء عمليات جراحية تحفظ سيادة الدستور والقانون وتحقق هيمنة وسيطرة الدولة على كل مكونات الجمهورية اليمنية ونحن على يقين أن مصالح الوطن العليا هدف الجميع بإذن الله.