كان اليمنيون ينظرون لمؤتمر الحوار قبل ابتدائه كمنُقذ لأوجاعهم من تماديها.. وكمُخلّصٍ لحيرتهم من ازدياد أوارها وانكسار طموح الكادحين في هذا الشعب العليل. واليوم بعد انتهاء مؤتمر الحوار وما حملته أيامه وشهوره من جزرٍ ومدّ وأحداثٍ إيجابيةٍ وسلبية متتابعة عاشها وتعايش معها وطننا الحبيب.. فإنّ غالبيّة الكادحين بهذا الشعب ينتظرون التطبيق الفعليّ الإيجابي لكلّ ما يطمحون إليه وما يحلمون به من وطنٍ يستوعب الجميع.. ويتجاوز كل الخلافات.. وينأى عن مواطن العلل.. ويسمو على لغة الأحقاد.. ويشرعن ميثاقاً وطنياً للتصالح ورد المظالم لأهلها.. والعمل المشترك على القيام بواجب الانتماء والإخلاص المتسامي عن الصغائر من كل القوى السياسية للخروج باليمن من نفق الخلافات بأشكالها المتعددة. على اليمنيين الآن أن يسيروا في قافلةٍ واحدة بعيداً عن الانتصار لحزبٍ أو جماعة.. وأن يرسموا مستقبل بلادهم بما ينفع الناس ككل دون النظر لمنفعة البعض على حساب الوطن الجامع لتطلعات الجميع. فهل ستنتصر العقول التي مازلنا نأمل في أن تستوعب حقيقة وأهمية الحوار في الوصول إلى مخرجٍ آمن ؟ أم ستتغلّف القلوب بالاستئثار لمطامعها وندخل من جديد في نفق الأوجاع. رغم كل الغبار المتطاير .. ورغم تعاظم الحالة الضبابية إلا إننا كمواطنين ما زلنا نرجو الخلاص بعد انتهاء الحوار في مستقبلٍ سليمٍ خالٍ من الأحقاد ومترفّع عن السقوط في هاوية النكوص عن إعمال العقل وسلامة النفوس.