ينبغي استحضار الضمير واستحقار بائعي الذمم، ينبغي تأجيج الإرادات من أجل حلم اليمن الجديد؛ ذلك أن المشهد يتلخّص في التالي: حمولات ثقيلة، بلاد تغلي، غباء سياسي، ديماغوجية، نزاعات مكرّرة لا تهدأ، مخاطر جمّة نعيشها، مخاوف مزدحمة تنتظرنا في الأفق. الجميع يستمرون في الترقب فقط، المشاكل المنتظر حلها تتفاقم أكثر، القانون الأساس هو عدم الثقة بين الأطراف للأسف. من الواضح أن هيمنة الماضي تخنق الأحلام الوطنية الكبرى، غضب الشباب تنمو وتيرته، مراكز القوى لا تريد الاستسلام والاعتراف والتصالح مع الشعب. هلع، ضجيج، سلبية، تيه، موجات من التشظيات المجتمعية تتدافع، الذين هم في تفاؤل لا يملكون سوى الشعور بالخسارة سلفاً، الجروح المفتوحة بلا التئام منذ عقود، الإجراءات الأساسية تضمحل، غموض كبير، جهود مضنية للأمل، الفاعلية الأساسية هي للعبث. الحماسة وحدها لا تكفي في واقع كهذا للنجاة؛ هناك معضلة رهيبة بين المهيمنات التاريخية والإرادة الجديدة، لا قيمة لوعود ونوايا سليمة دون أفعال سليمة بالطبع. اليمنيون مضمّخون في دوامة ضنك العيش، إضافة إلى تدهور قيمتي الدولة وكرامة الفرد، القهر العظيم يكلّلهم، وجدانهم الجنون يجعلهم ينهارون تلقائياً، صار التحمُّل يفوق قدرات البلاد والعباد. باختصار.. متى سيتصرّف الجميع بمسؤولية وتنازلات يا تُرى، متى سنتجاوز كل هذه الرداءات الوطنية اللا معقولة..؟!. ينبغي إعلاء الشعور الوطني دون أي تحفُّظ، ينبغي أن نرفع أصواتنا في وجه الفاسدين والمجرمين والخانعين والمرتجفين. [email protected]