«68» ضرورة الفشل ضرورةٌ وطنية، لمعالجة أخطاء المستقبل. السبت يخرج الشعراء من جوف القصائد، حاملين الخوف فوق ظهورهم، ويعدلون غيابهم بالوقت والشعر الحرام. الأحد ينزل الفقراء من أحلامهم نحو الشوارع غاضبين، يشترون مدائح، ويغازلون الواقفين، على جثث الضحايا باسمين. الاثنين يشرب الثوار كأساً من غباء الوقت، ينتشرون فجراً كالضفادع عاجزين، ينقنقون على الجياع، ويضرمون النار في أفواههم، ثم ينكسرون ظهراً في مخادعهم، ويحملون النصر قاتاً في المقايل والبيوت. الثلاثاء1 يعضّ مسدسَ اللاوقت، يُمحي ما تبقّى من لغة، يسير من شمسٍ إلى خيلٍ، إلى أفعى، يعصد التاريخ، يَغْسِلَه من الفوضى، بآياتٍ من الذكر الحكيم. ينظف الفرقاء، بالصابون، والحشو المرادف للمتاهة، يستعير من الخِرافِ شجاعةً حُبلى بقاتلها. على الدفنِ المباغتِ للحقيقةْ، يدرّب نفسه، أو يجربها، يصفّق، ثم يضحك، ثم يرمي في السعال، غزالةَ الفقراءِ، يذبحها على عجل،ٍ ويطبخها، ثم يلبس جلدها، ويزورها سراً، يعزّيها بمقتلها ويقرأ ما تيسّر من خداعِ الآخرين. الثلاثاء2 يضيء الموتُ في أجسادنا، يشرب كأسه من قهوة العشاق، يلمع في موائدنا، يلملم ظلنا، ويعلننا ثكالى في الشوارع والطريق العام، يُكثر من تساؤله علينا، يمدُّ سروالاً إلى الثوار، يربطه بباب الأبجديةِ، يختفي الكتاب من أسمائهم، يعصبون المجد تحت عمامةِ الشيخ المجاهد في سبيل نجاته، أو أسرته. الأربعاء1 يبدأ الثوار طابور الصباح، ويغادرون إلى مساءٍ ضيّقٍ كالنحو في الجغرافيا، ويسامرون الكهرباء وحجة الإسلام، يسخِّنون رؤوسهم بتوابل الفقهاء، يدخّنون الليل في الساحات، ينكسرون، ينقسمون، يبتعدون، يقتربون، يجتمعون في أسرارهم، ويمارسون على الطبيعةِ عادةً سريةً، يتزوجون ضباعهم، يعلنون ولاءهم لله، للقمتهم، لقاتلهم، ثم ينسحبون من أوراقهم موتى، ومنسيين، يتوزّعون على الولائم، كالموائد، وينشدون على الطوائف: «حيّا بهم، حيّا بهم» يكملّون التيه في أحلامهم، ويثابرون على البلاهة صاغرين. الأربعاء 2 يلتقي العشاق سرّاً في خيام الطير، يطبخون قصائد خضراء أو حمراء أو صفراء، داكنةً كما الأيديولوجيا، يزيتنون غيابهم، يطعمون شوارع الذكرى، مرايا كالأغاني، يعتصمون بالحبل المقدّس في رباط الزيف، يرتشفون كذباً ثائراً، ويصدّقون الذئب قبل دمائهم، يُمْطَرُون مدائح، ويسكرون بخيبةٍ ثوريةٍ، ويعاهدون نساءهم وصغارهم أن يعودوا في النهايةِ فاتحين وغانمين. مهمل ليلكِ الخاص الذي تملئينه كاملاً بقبلاتكِ، هو الجزء المهمل من أنفاسي الساقطة بَرَدَاً على صدركِ المرهق بي وبشقائي. أنثى الأنثى التي لا تجيد الرقص تجيد الكراهية. [email protected]