في الحقيقة مثل أنسي الحاج لا يموتون، والمعنى أن آثارهم الإبداعية لا تموت؛ ذلك أنه مجموعة من التجارب المعرفية المتراكمة أثّرت في أجيال عديدة. بالتأكيد الخلود لمواقفه الحياتية والفكرية، كما ستظل تحيا وتتأجّج مجمل تداخلاته الإنسانية والإبداعية كشاعر وصاحب موقف منفرد في القضايا السياسية والاجتماعية والثقافية. لقد انكسر العالم داخلي بمجرد ما عرفت خبر رحيله، فيما كنت أتخيّل حينها أن كل شيء تقع عليه نظراتي يجهش معي أيضاً؛ ذلك أنه الشاعر والكاتب العظيم، الأب الروحي لقصيدة النثر العربية. ولقد كان أنسي الحاج ثروة ثقافية وقيمية ثمينة وسيظل، كما كان الظاهرة التي لن تتكرّر كشاعر وككاتب متألّق ومنشق ومرموق وملهم على مدى عقود. إنني مولع بشخصية أنسي الحاج، شخصية فذّة واستمرت تتوق إلى الجديد بكل عنفوانية ووعي ومكابدة أيضاً، شخصية ذات قيمة فنية وأدبية وسياسية وإنسانية وكفاحية غاصت في أعماق أهم التحوّلات العربية خلال الخمسين عاماً الأخيرة. إن موت الشاعر المختلف خسارة ليس كمثلها شيء، فما بالكم إن كان شاعراً معتبراً ومفارقاً بكل ما تحمله المفردتان من معاني كأنسي الحاج..؟!. [email protected]