إن المؤسف حقاً أن نجد قوى سياسية تتغنى بوضع اليمن في إطار البند أو الفصل السابع للأمم المتحدة وهي تدرك تمام الإدراك أن ذلك يعني فرض الهيمنة للقوى الاستعمارية تحت غطاء الشرعية الدولية خصوصاً أن مشروع القرار الذي قدم إلى مجلس الأمن قدم من بريطانيا التي أرغمها أحرار اليمن على الرحيل في 1967م وظل ذلك الإجبار والإكراه على الخروج من قدسية التراب اليمني نقطة داكنة في التاج البريطاني, ولأن لها أطماعها في فرض السيطرة على مناطق معينة ظلت بريطانيا تبحث عن فرصة لشرعنة التدخل في الشأن اليمني في مختلف مراحل الصراع على السلطة في اليمن ولم تجد أثمن من هذه الفرصة التي تعتقد من خلالها أن هناك قبولاً بالتدخل الأجنبي في اليمن ولم تدرك بأن اليمنيين ولدوا أحراراً ولن يقبلوا الاستعمار وهم يرون أن باطن الأرض خير لهم من قبول الاستعمار. إن النية المبيتة التي تقف خلف وضع اليمن في الفصل السابع في مجلس الأمن الدولي لم تكن سليمة على الإطلاق ولو كانت النية مساعدة اليمن في المضي في تنفيذ التسوية السياسية من خلال اتخاذ قرارات تمنع العرقلة لكان أمام مجلس الأمن الدولي اتخاذ ذلك دون الحاجة إلى وضع اليمن ضمن الفصل السابع للأمم المتحدة ، والمؤسف أن الممارسات وعدم اتخاذ الإجراءات الكفيلة بضبط الأمن وإثارة الشوارع كانت تأتي من الداخل اليمني بهدف التهيئة لنقل اليمن إلى الفصل السابع. إننا لانريد أن نخوض في الممارسات للمندوب الأممي التي سبقت هذا القرار لأن الشعب كان يدرك حقيقتها, وهنا ينبغي أن يدرك المجتمع الدولي وعقل الانسانية(مجلس الأمن) أن التدخل في شأن اليمن لن يحقق الاستقرار لليمن ولا لجيرانه والإقليم العربي ولا للعالم, وعليه أن يدرك أن وحدة اليمن قد برهنت للعالم أنها عامل أمن واستقرار ولايجوز العبث بأمن العالم من أجل مصالح بعض القوى التي تعتقد أن لها ثأراً مع اليمن, كما أن على القوى السياسية اليمنية كافة أن تدرك بأن الشعب سيلفظ الخانعين الذين لاتهمهم سوى مصالحهم الشخصية لأن الشعب ولد حراً منذ فجر التاريخ ولتتكاتف الأيدي الوطنية لإنجاح التسوية السياسية بإذن الله.