من المؤسف ان الإحباط الشعبي ينمو ويتطور، بينما الفكرة الوحيدة القائمة هي «مابدا بدينا عليه». في الحقيقة ان أداءات النخب الرسمية واللا رسمية مضجرة كما تحفز السخط الجماعي، وبالتالي يتطلب الأمر التوقف عن مغالطة الذات، فهل تستوعب الأحزاب طامة ما صنعته بالمجتمع الذي وثق بها..؟!. سأكون قاسياً وأنا أقول: من المؤسف ان يتباهى تيار صالح بأن الفساد ليس حكراً عليهم فقط، بمقابل أن المشترك غرق بالتناقضات، إضافة إلى أن أداءاته في الغالب جاءت مشوشة وركيكة وخاوية وفارغة، لكأنما يتنافس هو والمؤتمر على الأخطاء الوطنية الكبرى لا أقل ولا أكثر..!!. والمفترض بالطبع أن يعترف المشترك بمآزقه، خصوصاً ونحن نقف عند منعطف شديد الحساسية، بل لعلنا نتفق في أن المسؤولية الكبرى تقع على المشترك، أما المؤتمر فليس يهمه ازدياد حدة التدهورات والاضطرابات؛ ذلك ان هدفه بالدرجة الأولى إفشال المرحلة. عنّي أصبحت أعتبر المشترك عبارة عن كذبة واسعة، وأقولها بدون تحفظ.. أقولها من منحى أنه لم يحترم عقلية اليمنيين الذي راهنوا عليه، والثابت أن احترام القانون والحكم الرشيد وروح المدنية والمواطنة وحقوق الناس وحرياتهم بمثابة الخطوة الحقيقية لتصحيح المشترك لأخطائه وأسلوب إدارته السيئة للدولة ولحاضر المستقبل الغامض. صحيح ان العوائق ظهرت ممنهجة في طريقه من كل حدب وصوب، إلا ان له نفوذه الواسع في السلطة بينما لم يتجه إلى حيث ينبغي، وأقصد أنه كان على المشترك الاتجاه الصحيح إلى حيث المكاشفة والصدق والاتساق مع ما كان يزعمه من شعارات ووسائل تغيير فضلاً عن الأداءات الحازمة والمتطورة وليس العكس كما هو حاصل. وباختصار.. لطالما عرفنا «صالح» باعتباره المستبد الذي لا يريد استيعاب مشاكل المجتمع؛ بل يسخر من أي صوت تغييري ليبدع في تغذية فساده وفساد مراكز القوى والهيمنة المتسلطة على البلد؛ غير أن المشترك لم يؤكد لنا أنه أهل بالثقة التي انتظرناها سنين؛ إذ ظهر بأفق ضيق وأناني وارتجالي وإفسادي وغير مشرّف أيضاً. [email protected]