«65» ومن نافلة القول في هذه اللحظات الفارقة بين التسليم الموقت للسلطة كأمر فرضته الاحتقانات السياسية ضد سياسات العسقبلية المتسلّطة منذ 1974م وخلق فترة فوضى مخطّط لها مسبقاً بهدف إفشال سلطة شرائح من نُخبة المحافظات الجنوبية؛ إن التخطيط للفوضى بدأ الإعداد له في وقت مبكّر من الألفية الثالثة اتساقاً مع الرفض الجنوبي لمخرجات حرب 1994م وانفضاض التحالف الاستراتيجي بين منظمة الإخوان المسلمين والقادة العسقبليين وشيوخ الإقطاع التقليدي المنقسمين بين منتسبي الإخوان والموالين للعسقبليين المتأرجح يساراً ويميناً وفقاً لسعر المواقف القبائلية في الزمن والمكان. وتتمظهر الفوضى الآن في أكثر من مكان خاصة تلك الأمكنة الاستراتيجية والأمكنة ذات المخزون النفطي والغازي؛ إذ بنى العسقبليون كتائب عسكرية نائمة في الكثير من المناطق الجنوبية والغربية مهمتها الإجهاز على منظمة الإخوان المسلمين التي باتت تشكّل قلقاً لسلطة العسقبليين، إضافة إلى تجهيز المليشيات القبلية المعدّة لاقتحام صنعاء عندما تُعلن ساعة الصفر؛ خاصة إذا فشل مرشّح الموساد ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية في انتخابات الرئاسة المزمع إجراؤها، والإجراءات التي أقدمت عليها إدارة السلطة الجارة في تحريم وتجريم منظمة الإخوان المسلمين وملاحقتهم ميدانياً هي عبارة عن دعم لوجيستي للقادم المتربص والواهم. وتتدفّق الأموال السياسية من إدارة سلطتين في شمال الجزيرة والخليج لدعم نفقات الكتائب النائمة والمليشيات القبلية التي تقوم الآن بوظيفة تنفيذ البرنامج العملي للفوضى تمهيداً لتحقيق استراتيجية العودة إلى إدارة السلطة التنفيذية؛ وبالتالي إخضاع المناطق المحتلة التي بادرت إلى فرض حراك سياسي من أجل الاستقلال والحرية. ويتضمّن هذا الملف القبلي المذهبي موجات الكارثة القادمة التي سيكون حطبها التنمية المستقبلية في المناطق الزراعية الحضرية التي تحاول منذ زمن بعيد فك الارتباط السياسي مع منطقة متمنطقة بثقافة متخلّفة وتستخدم كمنصّة حربية لإعاقة تقدّم فيالق التنمية الاقتصادية والاجتماعية الطامحة لملاحقة تطورات العصر. واستناداً إلى تراكم الرأسمال الطفيلي القادم من خارج حدود المنطقة النقدية المحلية والمستولى عليه من الإيرادات العامة ومن مصادر أخرى كتجارة الأسلحة وتجارة المخدرات وتجارة الذهب وهلم جرّا من تجارة الممنوعات؛ تشكّلت شبكة مصالح مرتبطة بالإجرام السياسي تقودها أقلية صغيرة جداً ولكنها تمتلك ثروة نقدية وعقارية تقدّر بتريليونات الريالات، وهي الآن التي تضارب في حقل العملية السياسية بمضمون اجتماعي عشائري قبلي وبأدوات عصرية كالإعلام والدعاية، فجزء من هذه الأقلية تمتلك الآن آلة إعلامية ضخمة تتكون من قنوات فضائية وصحف ورقية وإذاعات مسموعة ومواقع إخبارية ووكالات للأنباء وجيش جرار من الكتبة والأكاديميين يقومون بتسريب الأخبار التلفيقية وصناعة الإشاعات..!!. وفي زمن الحرب بين الجمهوريين «قوات الحرس الوطني + وحدات عسكرية ناشئة أغلب منتسبيها من تعز وتهامة» وبين الملكيين «مليشيات المنطقة القبلية» تدفقت الأموال على الأقلية المشيخية في المنطقة القبلية على شكل جنيهات ذهبية كانت تكفي لتنمية المنطقة والقفز بها إلى مصاف ماليزيا أو سنغافورة من الناحية الاقتصادية والثقافية، وفي هذا الزمن هناك تتكدس أموال مهولة بالدولار واليورو والعملة المحلية تكفي إذا ما استثمرت بصورة رشيدة لنقل المنطقة القبلية وخلال من 10 سنوات إلى 15 سنة من وضعها البئيس الحالي إلى مرتبة ثقافية أكثر تقدّماً من دبي. .....«يتبع»..