إن فوضى تدفق الأسلحة المهربة مقابل ضعف تسليح القوات المسلحة الناجم عن(1) نهب الأسلحة وتخزينها في معسكرات محصنة قبلياً تتبع القادة العسقبليين الذين أزيحوا من المراكز القيادية المتقدمة خاصة أسلحة القوات الخاصة والحرس الجمهوري سابقاً وهي الوحدات التي سلحت جيداً و المنوطة بها حماية الطغمة العسقبلية الفاشية والحيلولة دون نجاح أية تغييرات سياسية قد تشهدها المنطقة كما حصل في السنتين الماضيتين(2) بقاء هذه القيادات على المسرح العسكري - الأمني والمسرح السياسي تقود عمليات سرية بل وتجمع المزيد من الأموال لتمويل المرتزقة. وتزعم قراءتي للمشهد العسكري الأمني بأن الذي يقف وراء هذه الأفعال الفاشية هو القوة المتناقضة والمتضامنة استراتيجياً والتي من مصلحتها الانهيار الشامل بواسطة الفوضى القوة الأولى الماسكة زمام الأفعال مستغلة” البلادة السياسية” السائدة بين النخب التي فقدت سيادتها واستقلالها وحريتها والتي رهنت إرادتها إلى خزانة الأجهزة الأمنية الغنية في دول الجوار والتي زادت من حركة تدفق أموالها القذرة إلى ساحة العملية السياسية وهذه القوة امتلكت شبكة من الخلايا القتالية في كثير من المناطق وهي معروفة لدى المجتمعات المحلية وتلقت تدريبات عسكرية وأموالاً وهي الآن تقوم بضرب القوة البشرية الفاعلة في الجيش والأمن ويمكن توسيع عملياتها في الزمن القادم بين الفاعلين السياسيين بحسب ما تشير إليه المعلومات المتاحة. وتكمن قوة هذه القوة باحتفاظها بمعنويات عالية بسبب عدم مساءلتها قانونياً و حفاظها على الأموال التي نهبتها وأريحية تشغيلها في السوق المحلي والإقليمي والدولي واحتفاظها بتحالفات قبائلية إضافة إلى الاستفادة من تفشي “سايكولوجية الخوف من الهجوم المضاد الذي يمكن أن تشنه الطغمة العسقبلية عبر آليتين تمتلكان في الوقع حظوظاً وهما الانفلات العسكري و تفجير الأوضاع العسكرية دون الاكتراث إلى العواقب والعقوبات الدولية وهذه الآلية لا تنقصها العناصر الأساسية وهي الأسلحة والتي يمكن زيادة منسوب تدفقها بواسطة التهريب والقوة البشرية ابتداء من المسرح القبلي وانتهاءً بمسرح البطالة المتفاقمة والتي زادها بؤساً الترحيل القسري للسكان من دول وأقاليم والمال الذي سيكون لتدفقه من الخزائن الغنية التي ترى بالتغيرات الجوهرية في اليمن فعلاً مناوئاً لها رغم معرفتها أن البطالة في اليمن يمكن تحويلها إلى قوة تدميرية لأوضاعها الجاهزة للانفجار. والثانية هي آلية الانتخابات والتي تعتبر من عناصر الديمقراطية المنتجة للشراكة السياسية في المجتمعات المتقدمة والتي استخدمت في اليمن لترسيخ دعائم الاستبداد والفساد وحملت في طياتها التضليل المكين، وتراهن هذه القوة في ظل الوصاية والتهديد الدوليين على الانتخابات المخطط لها السنة القادمة وإذا ما أجريت انتخابات كهذه والمجربة فإن الطغمة العسقبلية ستعود إلى الواجهة السياسية بقوة وسوف تشكل الكارثة السياسية القادمة وسايكولوجية الخوف الناجمة عن الهجمة المرتدة مجربة حيث حدثت سنة 1948م وكان لها ضحاياها وحدثت مرة ثانية سنة 1955م ثم حدثت في 1968 و كانت لها نتائجها الكارثية وتكررت سنة 1978م توجت نشاطها في حرب 1994م.. إن هذه القوة بسبب فسحتها الحالية وإمكانية نسج تحالفات قبلية ومناطقية ومذهبية وإقليمية سوف تكسب وأن القوة الأخرى سيكون قد تم استغفالها سياسياً وإشغالها في ترتيب الأمور السلطوية وإدارة الخلافات والصراعات الداخلية فيما بينها ويقودها هذه القوة عملياً علي صالح الأحمر وشقيقه محمد صالح الأحمر وثلة من أقاربهم الأكثر التصاقاً بمصالحهم. والقوة الثانية هي التي تدير أمورها من خلال التمسك بالتحالفات السابقة ومراهنتها على قواتها التنظيمية والمليشيات وهي لا تدرك حجم الكارثة القادمة... يتبع رابط المقال على الفيس بوك